زاد الاردن الاخباري -
ضجّة واسعة أثارتها صورة للاعب كرة القدم بالنادي الأهلي المصري، محمد هاني، داخل مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.
وأثارت الصورة حفيظة تيارات متشددة في مصر، وهاجموه بشدة على حسابه بتطبيق "إنستغرام"، في المقابل دافع العديد من المتابعين عن هاني وعن زيارة مساجد أهل البيت والأولياء.
يجيز الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية زيارة الصالحين والتبرك بهم.
ومن ذلك فتوى دار الإفتاء المتكررة، والتي أكدت فيها أن "زيارة مقامات آل بيت النبوة من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولًا عند رب البريات".
وتقول دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي إن زيارة القبور على جهة العموم مندوب إليها شرعًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث على زيارة القبور فقال: "زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي رواية أخرى للحديث: "فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ".
وترى الإفتاء المصرية أن أَوْلى القبور بالزيارة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبور آل البيت النبوي الكريم، لأن قبورهم روضات من رياض الجنة، وفـي زيارتهم ومودتهم برٌّ وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما قال الله تعالى: "قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" [الشورى: 23].
أدلة الزيارة
وعرضت دار الإفتاء المصرية أدلة زيارة روضات آل البيت والأولياء، وأكدت أنها مشروعة بالكتاب والسنة وعمل الأمة، ومن بين هذه الأدلة قوله تعالى: "قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا" [الكهف: 21]، فجعلت الآية بناء المسجد على قبور الصالحين التماسًا لبركتهم وآثار عبادتهم أمرًا مشروعًا، لم ينكره الله عز وجل عليهم.
ومن أدلة السنة، أوردت الإفتاء "قصة زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لروضة أمه السيدة آمنة بنت وهب عليها السلام"، وقالت إن الإمام أحمد ومسلم في "صحيحه" وأبو داود وابن ماجه أوردوا حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم زار قبرَ أمه، فبَكَى وأبكى مَن حولَه، وقال لأصحابه أن الله تعالى أذن له في زيارتها، ثم قال: "فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ".
وختمت الإفتاء فتواها بوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته بآل بيته، بحديث زيد بن أرقم رضي الله عنه، الذي قال فيه: "قَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ! أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ الله، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ الله وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، وَأَهْلُ بَيْتِي؛ أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي". رواه مسلم.
وقالت إن الصحابة فهموا ذلك وكانوا يراعوا قرابة رسول الله، ومن ذلك قول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي"، وكذلك قوله: "ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ". رواهما الإمام البخاري في صحيحه.