زاد الاردن الاخباري -
يتطلب التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة كميات هائلة من المعادن، ويجب استخراج هذه المعادن من الأرض، ومعالجتها إلى أشكال أنقى، وتحويلها إلى بطاريات ومغناطيس لتشغيل أشياء مثل السيارات الكهربائية.
لذا، إذا كانت البطارية في السيارة الكهربائية تتطلب الكثير من التعدين والتصنيع، فهل هي حقًا أنظف كثيرًا من محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالوقود.
مرحلة التصنيع
أحد أهم مصادر انبعاثات المركبات الكهربائية هو عند صناعة بطاريات الليثيوم أيون الكبيرة. ويتطلب الأمر استخدام المعادن، بما في ذلك الليثيوم، والكوبالت، والنيكل، التي تعد ضرورية لبطاريات السيارات الكهربائية الحديثة. ولاستخراج هذه المواد وتسخينها إلى درجات حرارة عالية يتم استخدام الوقود الأحفوري.
نتيجة لذلك، فإن بتصنيع بطارية ليثيوم أيون بقدرة 80 كيلووات في الساعة ينتج ما بين 2.5 إلى 16 طنًا متريًا من ثاني أكسيد الكربون، بحسب مصدر الطاقة المستخدم للقيام بالتسخين، ما يزيد من الاضطرابات البيئية، والنفايات، والتلوث البيئي.
وهذا التصنيع المكثف للبطاريات يعني أن تصنيع سيارة كهربائية جديدة يمكن أن تنتج عنه انبعاثات أكثر بنسبة 80% تقريبًا من تصنيع سيارة مماثلة تعمل بالوقود. لهذا السبب سيكون من المهم تطوير ونشر ابتكارات التعدين والمعالجة التي تقلل من مخلفات التعدين وسميتها.
ووفقًا للباحثين، فإن النفايات الناتجة عن استخراج النحاس، والنيكل، والمنغنيز، والليثيوم، والكوبالت، سيصل مجموعها إلى ما يقرب من تريليون طن على مدى السنوات الثلاثين المقبلة لتلبية حاجات صناعة السيارات الكهربائية، ما سيزيد أيضًا من التلوث الكربوني.
مرحلة بعد الإنتاج
كما هو الحال مع سيارات البنزين، فإن معظم الانبعاثات الصادرة عن المركبات الكهربائية، اليوم، تأتي بعد خروجها من أرضية المصنع. والمصدر الرئيس لانبعاثات المركبات الكهربائية هو الطاقة المستخدمة لشحن بطارياتها.
وتختلف هذه الانبعاثات بشكل كبير بناءً على مكان قيادة السيارة ونوع الطاقة المستخدمة لشحنها. ويبدو السيناريو الأفضل كما يحدث، اليوم، في النرويج، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا، حيث تستمد البلاد معظم طاقتها من الطاقة الكهرومائية، مما يمنح كل السيارات الكهربائية بصمة كربونية ضئيلة.
أما في البلدان التي تحصل على معظم طاقتها من حرق الفحم والفيول، لا تبدو أرقام انبعاثات المركبات الكهربائية جيدة تقريبًا، لكنها لا تزال أفضل من السيارات التي تحرق البنزين.
مقارنة الانبعاثات
بمقارنة انبعاثات الغازات الدفيئة الصادرة عن مركبات الاحتراق الداخلي العاملة بالوقود والمركبات الكهربائية طوال دورة حياتها، يمكن أن تنبعث من السيارة الكهربائية حوالي ربع ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث من نظيرتها التي تعمل بالوقود، وذلك وفقًا للحسابات التي أجرتها وكالة الطاقة الدولية، ودراسات وكالة حماية البيئة الأمريكية.
ففي حين أن استخراج المواد المطلوبة لبطارية السيارة الكهربائية وعملية تصنيعها ينبعث منه المزيد من ثاني أكسيد الكربون، فإن الانبعاثات المباشرة الناتجة عن قيادة سيارة ذات محرك احتراق داخلي طوال عمرها تفوق بكثير إجمالي انبعاثات دورة حياة السيارة الكهربائية.
فينبعث من السيارة التي تعمل بالوقود حوالي 68 طنًا من ثاني أكسيد الكربون طوال عمرها مقارنة بحوالي 15 طنًا من ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث من السيارة الكهربائية طوال عمرها التي تشمل ثاني أكسيد الكربون المنبعث أثناء استخراج المواد وتصنيع البطارية، وكذلك الانبعاثات الناتجة عن شحن البطارية وتشغيل السيارة.
النتيجة النهائية
إن أي مقارنة واقعية ستظهر أن السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية هي أنظف من نظيرتها التي تعمل بالبنزين أو الديزل. لكن حرق الوقود الأحفوري لصنع السيارات الكهربائية وبطارياتها وقيادتها سيظل يسبب الانبعاثات، ولكن بمستوى أقل من محركات البنزين، إلا أن فوائد السيارات الكهربائية ستنمو طالما استمرت البلدان في التحول بعيدًا عن الفحم والغاز والفيول لتوليد الكهرباء.