كما دأبت عليه حكومة الدكتور بشر الخصاونة في الحديث عن منجزات تجسدت على أرض الواقع، ولمس نتائجها المواطنون، وفي مراجعة خطوات التنفيذ لخطط كان قد تم الإعلان عنها في وقت سابق، ومدى تحقيق التقدّم وحجمه، وحتى التقدّم من عدمه وفقا لظروف المرحلة التي تفرض تحديات متعددة على كافة القطاعات في المملكة، هو ديدن الحكومة الذي واصلته أمس من خلال اللقاء التفاعلي حول البرنامج التنفيذي لـ «رؤية التحديث الاقتصادي.. بين عامين» الذي عقد في دار رئاسة الوزراء بمشاركة وزراء ومسؤولين ونواب وأعيان وممثلين عن القطاع الخاص وجميع القطاعات الاقتصادية.
لقاء بتفاصيل هامة جدا، تضمن حوارات ونقاشات واستعراض لإنجازات ورؤى الحكومة الاقتصادية ما تقدّم منها وما هو آت، وجاءت هذه المضامين الهامة في مجملها تحت مظلة ما أعلن عنه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة من إنجازات اقتصادية وتفاصيل هامة بشأن التحديث الاقتصادي وأثر الظروف المحيطة على الاقتصاد بتأكيدات من الدكتور الخصاونة أنه بعد عام مضى على تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، فقد حقق الأردن نسبة إنجاز تجاوزت 82 % من رؤية التحديث الاقتصادي، في حين يبدأ عام جديد يتم فيه البناء على ما تحقق من إنجازات للوصول إلى المستهدفات التي جاءت بها هذه الرؤية.
وفي كلمة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة التي افتتح بها اللقاء التفاعلي أكد خلالها على أن هذا اللقاء يأتي من قبيل الالتزام بما وعدت به الحكومة، ومواصلة النهج التشاركي ووضع من ساهموا في رؤية التحديث الاقتصادي في صورة آخر المستجدات حول تنفيذها، فيما وضع الدكتور الخصاونة تفاصيل خطى الحكومة في التحديث الاقتصادي بصورة دقيقة، وبشرح لأدق التفاصيل، والإنجازات وما حافظ عليه الاقتصاد الأردني من مكتسبات وتعزيزها بمزيد من الإنجازات، اضافة للإنجازات التشريعية الاقتصادية، وما حققته مؤشرات الأداء الاقتصادي من نسب نمو حقيقية بلغت 2.7 % للربع الثالث من عام 2023م، مقارنة بـ 2.4 % لعام 2022م، و1.8 % لعام 2019م ، والواقع الاستثماري، ودور القطاع الخاص، وغيرها من جوانب وضعت الحال الاقتصادي على طاولة الإنجاز، وتحت مجهر المتابعة.
وحضر الواقع السياسي والذي يعدّ من أكثر المؤثرات على الحال الاقتصادي في كلمة الدكتور الخصاونة، مستعرضا الجهود الأردنية في دعم ومساندة الأهل في غزة، نافيا ما يثار ويشاع من أنباء مضللة بعيدة كل البُعد عن الموقف الأردني، بتأكيد من رئيس الوزراء على أنه «وصمة عار على من يشكك بالموقف الأردني الذي يتماهى فيه الموقف الرسمي لجلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد والحكومة والموقف الشعبي، ودفعنا أثمانا بسبب استمساكنا بثوابتنا»، كلمات غاية في الأهمية وحاسمة، فهي وصمة عار للمشككين، ذلك أن الأردن حالة منفردة في وقوفه ودعمه لغزة وفلسطين، حالة أردنية متقدّمة على كل الحالات التضامنية والمواقف المساندة لغزة هاشم وأهلها.
ورغم تأكيد الدكتور الخصاونة على أنه ليس بصدد «تفصيل موقفنا السياسي مما يحدث من عدوان إسرائيلي غاشم على أهلنا في قطاع غزة، أو ما قمنا ونقوم به لدعم صمودهم والتخفيف عنهم، فموقفنا واضح وثابت، وحراكنا السياسي الدبلوماسي مستمر»، إلاّ أنه تناول تفاصيل مفصلية يجب وضعها تحت مجهر الحقيقة، بتأكيد على أهمية الموقف الأردني، وفي كلمات حاسمة أكد الخصاونة «انه لا يوجد دولة في العالم ساهم رأس الدولة فيها شخصيا بجهد انزال مساعدات انسانية وطبية لأهلنا وكوادرنا الطبية العاملة هناك من فوق منطقة تشهد عمليات حربية شرسة وما ترتب على هذا الامر من مخاطر»، نعم هذا هو الأردن، وهذه هي مواقفه بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، سندا ودعما للأهل في غزة، الدعم الحقيقي العملي المجسّد على أرض الواقع ببطولات عاشها ولمسها الغزيون، من جلالة الملك شخصيا ومن الأردنيين الذين يقدّمون العون لهم بكل ما أوتوا من وفاء ووطنية وعطاء.