زاد الاردن الاخباري -
ألقى العين محمد داودية كلمة شاملة وعميقة في جلسة مجلس الأعيان الثلاثاء المخصصة لمناقشة مشروع الموازنة، ولأهمية الكلمة ننشرها كاملة.
كلمتي في جلسة مجلس الأعيان ظهر اليوم.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا العربي الهاشمي الأمين
دولة الرئيس، الزميلات والزملاء،
السلام عليكم وعلى غزة المنكوبة والضفة الصامدة وعلى كل بلاد العرب المبتلاة بصنوف من الاحتلالات والقهر والاستباحة والفسادوالإستبداد.
في غمرة الفجائع التي تعصر القلوب كمداً على الفظائع التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب والضفة الفلسطينية التي يستبيحها المستوطنون والمتطرفون الحريديون، تهب النسمة الأردنية الهاشمية، فتمر على القلب الفلسطيني الراعف اللاهب النازف، وتعلن ان للفلسطيني سنداً بعد الله، يقدم اقصى استطاعته، لا بل يجترح اسلوبه الفريد لكسر الحصار؛ فيبتكر الانزالات الإغاثية الجوية على امتداد ساحل قطاع غزة هاشم، التي يعمل الوحش الإسرائيلي على محوها من خريطة الحياة والتاريخ، كما كتب لي الصديق الغزي المهندس مروان الشوا متفجعاً متوجعاً، وهو ما يطرح على بلادنا وعلى أمتنا العربية والأمم الحرة كافة، مسؤولية الاستعداد، للعمل منذ اليوم على مسارٍ ملح، يوفر بصيص أمل لشعبنا العربي الفلسطيني، ويثبته في ارضه المحروقة، هو قيادة التحالف الدولي، الشبيه بتحالف مشروع مارشال، لإعادة إعمار قطاع غزة، التي يحتاج إعمارها إلى عقود ومئات المليارات من الدنانير، حسب الخرائط الجوية التي تبين حجم الدمار المذهل الذي طال قطاع غزة.
دولة الرئيس الزميلات والزملاء،
يزداد شعوري بالفخر والاعتزاز والأمل، وانا ارى الصنيع الأردني الباهر، المتمثل في جسر الإغاثة الجوي، الذي ابتكره الملك عبد الله ويواظب على تطويره وتعظيمه وتدويله، كما جرى يوم أمس، علاوة على جهود الملك الفائقة التي تجاوزت كل حدود المطلوب، لكشف جرائم الإبادة الإسرائيلية، وحجم مظلومية الشعب العربي الفلسطيني ومنع التهجير القسري وإنقاذ الأونروا ووقف العدوان.
أشعر بالفخر ان بلادنا هي قاعدة الإسناد والإمداد للشقيق الفلسطيني، وأشعر بالطمأنينة إلى جهود سيد البلاد لتدعيم أمن بلادنا واستقرارها، واطلاق منظومات الإصلاح ومتابعة تنفيذها مع الحكومة الرشيدة التي تنفذها على أكمل وجه.
وما هذه الموازنة، التي نعرف كلنا انها وضعت في ظروف إقليمية ودولية غاية في الصعوبة، إلا انها جاءت ثمرة القوة الأردنية، وكمال التخطيط وحسن التدبير، والنزاهة والشفافية، التي نشكر حكومتنا، من خلالكم دولة الرئيس، على إعدادها على شكلها المتميز هذا.
دولة الرئيس الزميلات والزملاء،
"الأردن القوي سند قوي”.
وإن من ملامح القوة الأردنية اننا صعدنا إلى قمة أمم آسيا بكرة القدم، رغم ان انديتنا الرياضية المحترفة العريقة، التي هي قاعدة المجد الذي تحقق، تعاني من مديونية خانقة، لا بد من برنامج وطني لمعالجتها، كما تمت وتتم معالجة مئات التحديات التي تمس قطاعات وطنية أساسية كالتحديات التي تواجه صحفنا اليومية وصحفيينا، الذين هم ثروة وقوة بلادنا الناعمة وطليعة الدفاع عن وعي شعبنا ووجدانه.
وثمة توصيات دولة الرئيس، تتعلق بدعم الرياضة، تم التنسيق مع اللجنة المالية في مجلسنا الكريم لإدراجها في التوصيات العامة، أبرزها إعادة تفعيل صندوق دعم الرياضة، وإسناد الأندية المحترفة، وإعفاء التبرعات للأندية الرياضية من ضريبة دخل الشركات، وتخفيض ضريبة المبيعات على مستلزمات الأندية مما يساعد على حل جزء من مشاكل الأندية المحترفة.
دولة الرئيس الزميلات والزملاء،
كلنا فخر بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وقواتنا الأمنية، العاملين والمتقاعدين على عطائهم وجهودهم من أجل قوة الأردن ومنعته.
بارك الله الأردن.
وبارك الله فارس بني هاشم ملكنا الغالي الحبيب، وبارك الله ملكتنا المبادِرة، وبارك الله ولي عهدنا الأمين، على جهودهم المباركة لنصرة شعبنا العربي الفلسطيني العظيم في المحافل الدولية والإعلامية والإغاثية.
ويجدر ان اشيد وأعتز بجهود اخوتكم أبناء حي الطفايلة، الذين يضربون أروع الأمثلة على التكافل الأردني الفلسطيني، وهم على خطى ملكهم، يخترقون حصار قطاع غزة ويقدمون العون إلى إخوتنا ابناء القطاع رغم ضعف امكانياتهم المادية ولكنها وفرة إيمانهم بوطنهم وامتهم.
تحية التضامن مع المقاومة الوطنية الفلسطينية المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فلا احتلال بلا مقاومة ولا مقاومة بلا تضحيات وآلام ودمار ومصابين.
تحية لشعبنا العربي الفلسطيني المبتلى باحتلال استيطاني أحلالي، سيزول طال الزمان أو قصر، فإن آخر الليل نهار.
الرحمة لشهداء أمتنا العربية العظيمة.
ولشهداء الشعب العربي الفلسطيني.
والرحمة لشهداء جيشنا على أسوار القدس وسهوب جنين والسموع والهضبة السورية والكرامة.
والرحمة لشهدائنا في حربنا على الإرهاب والتهريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.