زاد الاردن الاخباري -
رغم إقرار مصادر عسكرية إسرائيلية صرحت لوسائل إعلام، أن جيش الاحتلال قام بإطلاق النار تجاه حشد من الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية في شارع الرشيد جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير منهم؛ إلا أن جيش الاحتلال يحاول الهروب والتنصل من جريمته الدامية.
المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قال في تصريح له، مساء الخميس، إن الاحتلال يحاول من خلال مجموعة من ناطقيه عبر وسائل الإعلام؛ ممارسة التضليل، ونشر الأخبار الزائفة، والكذب على الرأي العام، واستحضار رواية مفبركة، بخصوص مجزرة الطحين المروّعة التي ارتكبها صباح اليوم على شارع الرشيد جنوب غرب مدينة غزة.
ونفى مكتب الإعلام الحكومي، "المزاعم الكاذبة للاحتلال والتي ادعى فيها أن شهداء هذه المجزرة ارتقوا نتيجة التدافع والاقتتال الداخلي".
وذكر، أن "الاحتلال ارتكب هذه المجزرة الفظيعة وكانت لديه النية المبيتة لإيقاع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، حيث أن كل الإصابات والشهداء الذين استشهدوا في هذه المجزرة كانت إصاباتهم مباشرة بالرصاص الذي يمتلكه وأطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي وكذلك القذائف المحرمة دولياً، وذلك بشكل مقصود تجاه المدنيين، وقد بدى ذلك واضحاً على أجساد الشهداء والجرحى".
وأشار المكتب، إلى أن مئات المدنيين الذين كانوا في المنطقة؛ جاؤوا من أجل الحصول على كيس طحين أو على مساعدات غذائية لكي يطعموا أطفالهم وأسرهم.
ويأتي ذلك في ظل تعمّق المجاعة واستمرارها في محافظتي شمال غزة ومحافظة غزة والتي يتواجد فيهما 700,000 إنسان، حيث يمنع الاحتلال إدخال أية مساعدات لهاتين المحافظتين منذ 146 يوماً.
وحمل المكتب الإعلامي الحكومي، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال وكذلك المنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها؛ المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة المروعة وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال حتى الآن.
وناشد، دول العالم وكل الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتدخل الفوري والعاجل من أجل الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.
وفي وقت سابق، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له، أنه "أثناء إدخال شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية الليلة الماضية إلى شمال قطاع غزة، احتشد في المكان تجمّع حول الشاحنات واندلعت أعمال عنف حولها".
وادّعى أن الفلسطينيين "عمدوا إلى الحصول المعدّات التي وصلت، وخلال احتشادهم أصيب العشرات من الغزيين نتيجة الازدحام الشديد والدهس".
من جانبه، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن "الضحايا خلال استلام المساعدات الإنسانية غرب غزة فجر الخميس ارتقوا جراء إصابتهم برصاص أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار المرصد، إلى أن جيش الاحتلال "يحاول التنصل من مسؤوليته عن الجريمة المروعة بنشر مقطع فيديو جوي مجتزأ والادعاء أن التدافع والدهس كان سبب قتل هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين".
وأوضح الأورومتوسطي أن فرقه البحثية تابعت ما حدث منذ اللحظة الأولى، ووثقت قيام الدبابات الإسرائيلية بإطلاق النار بكثافة تجاه تجمعات المدنيين الفلسطينيين خلال محاولتهم استلام مساعدات إنسانية قرب مدينة غزة.
ولفت النظر إلى أن "الغالبية العظمى من الضحايا تبين أنها مصابة بأعيرة نارية وليس نتيجة الدهس أو التدافع كما ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الذي تحدث عن رواية الدعس دون أن ينفي عملية إطلاق النار المثبتة في مقاطع فيديو".
وأبرز الأورومتوسطي أربعة دلائل تؤكد تورط جيش الاحتلال في جريمة قتل وإصابة المدنيين الجياع، أولها علامات الإصابات على أجساد الشهداء والمصابين.
وذكر أن الدلالة الثانية هي مقاطع الفيديو التي نشرها شهود العيان للجريمة وصوت الرصاص الواضح ومصدره من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر.
وتابع المرصد الأورومتوسطي: "الفيديو من الجو الذي نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي مجتزأ وتم إجراء تحريف فيه ومع ذلك يوضح تواجد دبابتين على الأقل بالدقيقة 01:06 ويظهر وجود عدة جثث بمسار الدبابات وليس بمسار الشاحنات".
ونبه إلى أنه "يظهر بالفيديو بالدقيقة 1:06-1:28 هروب معظم الأشخاص المتواجدين باتجاه عكسي من شاحنات المساعدات، بمن في ذلك الأشخاص الذين كانوا بالأصل بعيدين عن الشاحنات".
وأردف: "هذا عدا عن أن مقطع الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يظهر أي عملية دهس، وهو ما يتسق مع العديد من إفادات الضحايا بأنهم أصيبوا بأعيرة نارية في ظهورهم خلال محاولتهم الهرب من المكان".
وشدد الأورومتوسطي على أن مقطع الفيديو الذي نشره الاحتلال الإسرائيلي في حقيقة الأمر "دليل إدانة؛ كونه يظهر أن إسرائيل هي المسؤولة بالأصل عن هذه الكارثة الإنسانية وجريمة التجويع".
وقال إن الاحتلال استهدف المدنيين رغم أن تصوير الطائرات الإسرائيلية يظهر بوضوح أن الأمر يتعلق بمدنيين أنهكهم الجوع، وأنهم لا يشكلون أي خطر، وكان مطلبهم الحصول على حفنة قليلة من المساعدات.