ظاهرة تنذر بناقوس الخطر القادم من جهنم (فرع كوكب الأرض)
خروف بلدي من أب وأم معروفين ومن أصول خاروفية محترمة يهدد بتفجير نفسه،،،ألقي عليه القبض على الحدود الأردنية السورية متوجهاً إلى الأراضي اللبنانية.
عندما يتحول الانتحار إلى أداة للتعبير عن السخط الاجتماعي و الهروب من الواقع والملاذ الأخير فكان الخلاص الوحيد لهذا الخروف المميز. هو الانتحار المشرف.
في ساعة متأخرة ليلة البارحة وفي أجواء شبه شتوية تم إلقاء القبض على خروف العيد متوجهاً عبر الحدود الأردنية السورية متخفياً بلباس ثعلب ويرتدي حزام ناسف،،،مهددا باستخدامه في حال عدم قبول جميع مطالبه،،،وتم استدعاء وزير الزراعة الأكرم ومدير الأمن العام ومندوب من مكافحة الفساد للوقوف على ملابسات هذا الحدث الغريب والذي يحصل لأول مرة بالأردن بل وبالعالم أجمع وكان الهم الوحيد بأن يتفهم الجانب السوري هذا الوضع تحسباً من فهم الموضوع على أنه خرقاً لحدوده الدولية وخرقاً لعمق العلاقات الأردنية السورية.
وقد تم جلب بعض الحشائش المميزة من النخب الأول الغالي والمفقود لهذا الخروف الجائع والذي اضرب عن الطعام منذ مدة،،، لحظتها تمنع هذا الخروف عن الطعام خوفاً من احتساب هذا الطعام بالرشوة وخصوصاً أنه يمثل دور النائب السامي لبني الغنم.
فالجوع كافر والقهر ملحدٌ، وما أن شاهد الحشائش الخضراء المميزة بكى من شدة الجوع لدرجة أنه أبكى جميع الحاضرين فبدأ بالقول والانفعال فقال أن الأسعار هذا العيد لا تطاق وأن الله سخرني للذبح الحلال هذا العيد فأنا جائع ووزني لا يخولني للبيع ولا للشراء فأمعائي فارغة من شدة الجوع والحكومة تنوي استيراد الأغنام من بلدان العالم ،،،من الذي أحق من للمواطن الأردني أنا أم الأغراب ،،،(نفيت واستوطن الخواريف الأوغاد أرضي وحقلي) فهل من المعقول عمل كل هذا بنا بأقل من شهرين تصل الأمور إلى الترهل وعدم القدرة لإيجاد طريقة مثلى لحل مشاكلنا بطريقة ديمقراطية فكنت أنوي الذهاب قبل التفكير بتفجير نفسي لأعرب عن غضبي وعنفواني واستهجاني إلى بيروت لعمل عملية تجميل لأتحول إلى قرد أو غزال أو ثعلب أو جاجة خوته أي شيء المهم مش خروف.
لأول مرة منذ التكوين نشعر بالإهانة من قبل البشر فنحن الأنعام نعمة من نعم الخالق ولا أحد يرغب بفقدانها أكيد وتم التفاوض مع هذا الخروف والتحايل عليه بشتى السبل والوسائل السلمية خوفاً من إقدامه لتفجير نفسه ووصلت الأمور إلى تخفيف جميع الأعباء وإيجاد كل الطرق لخلق بيئة نظيفة مع أماكن سكن كريمة تحفظه من برد الشتاء وحر الصيف ووعدوه أيضاً بأنه بإمكانه ينتخب ويدلي بصوته بالمرة المقبلة ولم يصدق ولم يقتنع بكل تلك الوعود ولا كل هذه الإغراءات ولم يستطيع أن يتمالك أعصابه وضياع كرامته،،،،
وبهذه اللحظة الحزينة لحظة الجوع والقهر تطايرت جميع أشلائه محدثه انفجاراً ضخماً من جراء انفجار حزامه الناسف معلناً نهاية خروف رفض الانصياع لكل المطالب فالضغط يولد الانفجار.
فلم يتبقى شيئاً اليوم (فالدّمل لا يؤثر بأجرب كما يقال)
ما زالت هناك بعض من أشيائه ومن دمائه الطاهرة النقية على الجدران.
أخي المواطن الكريم هذا العام لا يوجد أضاحي ولكم الخيار بين الدجاج وبين الأرانب البرية فلم يعد خراف ولا ماعز ولا حتى فئران،،،،عزيزي المواطن الأردني الطيب الصابر والمكابر والمثابر،،،،
عظم الله أجركم.
أخوكم:كبش الفداء ،،،،إلى جنات الخلد أيها الكبش العفيف الشريف فموتك المشرف اليوم رسالة علّها تقرأ بعناية،،،،،،،،،
المندوب السامي لبني الغنم.
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net