سُئل أعرابي :كيف نعرف أننا في آخر الزمان !؟ فقال : حين يدفع الناطق بالحق ثمن قوله ، ويقبض الناطق بالزور ثمن قوله ..
الكاتب قاسم أمين كان كاتب حضاري منفتح يدافع عن المرأة وحريتها بقوة ، وطالب بمنحها الحرية التامة في العيش والتعبير والخروج عن المألوف في زمانه ، لكن في أحد الأيام أراد مجموعة من أصدقائه تجربته بما يقول.. فباغتوه بزيارة إلى بيته مفاجِئة دون ترتيب مسبق ...فأستبقهم وأعتذر منهم لحظة ، حتى وضعت زوجته الغطاء فوق رأسها ، فقالوا له : لقد صدعت رؤوسنا بالدفاع عن حرية المرأة ، فأنت تريدها متحررة عند الآخرين فقط ...
نقول : لمثل هؤلاء بأن التحرر ليس بهذا المنظور الذي ترونه أو يراه بعض الآباء والأمهات والذين مازالوا ينظرون إلى أبنتهم التي أصبحت على مشارف العشرين من عمرها (بالطعش) على أنها ما زالت صغيرة في نظرهم ، ولباسها فيه مخالفة شرعية واضحة ، ورأسها مكشوف للعيان ... لا يا عمي لا تقاس الأمور هكذا ، ولا يقبله حق ولا دين ولا شريعة ، والله بدها ديرة بال من الأهل ...
ليس هذا فَحَسب خلينا نحكي بالعربي ... لعاد ثلاثة أيام متتالية ومسجد الحي مغلق في صلاة الفجر ويمضي الوقت وتقام الصلاة في المساجد الأخرى وما زال مغلق ، حتى يأتي شاب جسمه خفيف يقفز عن السور ويفتح الباب (يخَلَعه) ، والله ما بعرف هاي وين بتصير ، يا جماعة الخير أتركوا المسجد مفتوح ، ربما يأتي غريب أو مقطوع من سفر أو رجل ضاقت به السبل وأراد التوبة والخلوة مع ربه، أو حتى شاب مكحوش من أبوه يحتاج للمسجد، ولما تحكي الصحيح أو تنصح بالخير ما بتخّلُص من الحكي ومليون واحد بتنطح لك ... فعلاً لقد أصبح الخير غريباً يحتاج إلى دليل خاص ونص صريح ...