زاد الاردن الاخباري -
قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن اللقاء الحقيقي بين الشرق والغرب يكون بالتحول من السياق التفاوضي إلى سياق بناء المفاهيم المشتركة التي تعمل على تعزيز روابط الألفة الثقافية.
وأضاف سموه خلال لقائه وفداً دينياً مسيحياً من مدينة نورمبيرغ الألمانية في مسجد الشهيد الملك عبدالله بن الحسين، الخميس (18 شباط 2010)، أن تعزيز القيم المدنية والدينية في المجتمعات يتطلب تفعيل المؤسسات الدينية للمشاركة في الحوارات الإنسانية، بحيث تتشارك هذه المؤسسات في مسؤوليات حماية البيئة الطبيعية والإنسانية للمواطنين.
وأكّد سموه، خلال اللقاء الذي حضره وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبد السلام العبادي ووزير الثقافة نبيه شقم والدكتور كامل أبو جابر وعدد من الشخصيات، على ضرورة السمو بالدين فوق السياسة؛ مشيراً إلى أن تكلفة النزاعات في المنطقة على مدار العقدين الماضيين قد وصلت إلى اثني عشر تريليون دولار، ما يعني أن كل مواطن في المنطقة قد تعرض للخسارة.
وشدد الأمير الحسن على أن الترويج لثقافة السلام يكون بالعمل على دراسة تراث الآخر دراسة نظيرة وتحطيم الجدران داخل العقول بالتفاعل وتبادل الخبرات عبر مختلف الوسائل.
وقال سموه "أؤمن بحضارة إنسانية واحدة وآلاف الثقافات، وما يجمعنا يجب أن يكون المعايير الدولية التي من أهمها الحريات المدنية وقدسية النفس البشرية"؛ داعياً إلى تأسيس صندوق للتكافل الاجتماعي من أجل تطوير روح المواطنة البناءة وتمكين الفقراء والمحتاجين.
وأضاف سموه أنه يجب أن يكون للدين دور داعم في صنع السلام، والحديث عن الأمل في المنطقة يكون بالتحرك الإيجابي نحو برامج التعليم من أجل المواطنة، وديبلوماسية المواطنين، واستلهام حكمة الإشراق وتراث التنوير، وتعزيز شراكة الفضاء الثالث بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والابتعاد عن الصور النمطية، وتفعيل الاستقلال المتكافل بين دول المنطقة والعمل في سبيل الصالح العام.
وفي ختام اللقاء قام سمو الأمير الحسن والحضور بزيارة بطريركية الأقباط الأرثوذكس التي تُجاور مسجد الشهيد الملك عبدالله بن الحسين.