زاد الاردن الاخباري -
منذ بداية الحرب المستمرة في قطاع غزة، تتكشف كل يوم معالم قصة إنسانية غريبة وفريدة من نوعها، فمع استمرار القصف والدمار تبقى الأنقاض تسرد ما تحتها من عذابات وقصص انبعاث حياة من رحم الموت.
قصة اليوم تتحدث عن طفلة، خرجت من رحم ثلاجة الموتى حية ترزق، لتنبعث بها حياة جديدة رغم ما حل بها من وجع ووهن حد فقدان الذاكرة.
حليمة أبو ياسين ذات الأعوام الستة، استطاع أحد أقاربها بالصدفة ملاحظة حركة في أصابعها، ليكتشف أنها ما زالت على قيد الحياة، ولكن فقدت ذاكرتها بعد أن تعرضت لإصابة بالغة بقصف إسرائيلي جوار منزلها في مخيم النصيرات وسط القطاع.
حليمة تعاني اليوم، من مضاعفات صحية خطيرة أبرزها تهتك في الجمجمة وفقدان للذاكرة، وبحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع لعودة حياتها لطبيعتها.
وتروي والدتها، ظريفة أبو ياسين، لـ"إرم نيوز"، تفاصيل إصابة طفلتها بجراح خطيرة في القصف الإسرائيلي ونجاتها من الموت بسبب صدفة، مشيرة إلى أنه لولا ملاحظة خالها تحرك أطراف طفلتها لكانت في عداد الموتى.
وأوضحت أن "الطفلة كانت تلعب بالقرب من منزل العائلة حين قصف الطيران الإسرائيلي منزلًا مجاورًا ما أدى لسقوط حجر من الباطون على رأس طفلتها بشكل مباشر"، مبينة أنهم في البداية ظنوا أن الطفلة فارقت الحياة.
وأضافت: "وصلنا إلى مستشفى شهداء الأقصى ونقلنا الطفلة إلى ثلاجات الموتى؛ إلا أن خالها الذي لاحظ تحرك أصابعها أعادها للأطباء، فأجروا بدورهم عمليات إنعاش لقلبها"، مبينة أنه في رابع محاولة عاد النبض لقلب طفلتها.
وأوضحت أبو ياسين، أنه "على إثر ذلك نقلت طفلتها إلى غرفة العمليات بشكل عاجل وتم إنقاذ حياتها؛ إلا أن الأطباء في حينها أكدوا لها أن حليمة لديها كسر في الجمجمة، وتهتك، ونزيف دماغي، وكدمات مباشرة على الدماغ".
وتابعت: "كانت توقعات الأطباء أن تعيش الطفلة فاقدة للبصر والحركة وكأنها جثة هامدة؛ إلا أن عناية الله أعادت حليمة للحياة، ولكن مع فقدان للذاكرة والنطق والاتزان"، لافتة إلى أن طفلتها فقدت بسبب الإصابة عظامًا من محيط الدماغ.
وأكدت أبو ياسين، أنه "بالرغم من التحسن الجزئي للحالة الصحية للطفلة؛ إلا أنها بحاجة إلى علاج فيزيائي ونقل إلى خارج القطاع بشكل عاجل"، مؤكدة أن "الأطباء أكدوا لها أن طفلتها بحاجة للسفر للخارج من أجل تلقي العلاج".
ولفتت إلى أن "طفلتها تعاني صعوبة من التعرف على من حولها وإدراكها ضعيف للغاية"، قائلةً: "أتمنى أن تعود طفلتي لحالتها الطبيعية، وأن يكون ذلك بأسرع وقت ممكن، خاصة أن هناك مخاوف من زيادة حالتها سوءًا".
وختمت أبو ياسين بالقول: "أي مضاعفات على حالتها الصحية ستؤدي إلى كارثة كبيرة، وعلى الرغم من معاناتها من التهابات شديدة في منطقة الإصابة، إلا أن الأطباء يخشون التدخل الجراحي بسبب نقص الإمكانيات وضعفها".