زاد الاردن الاخباري -
كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن طريقة ربانية ووصفة نبوية تساعدك في متاهة الحياة وتخرجك من ظلمتها.
وقال في رابع حلقات برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله – الجزء الثاني": "عليك أن تراجع علاقتك مع الله وأن تتقيه حق التقوى، أو تزود من التقوى أكثر دون تشدد أو مبالغة، بالاستغفار، والإحسان، حتى تضيء حياتك وتصبح نورًا على نور".
وأضاف، أنه لا خروح لأي إنسان من "ظُلمة الحياة" أو يعيش حالة من التوهان، واتخاذ القرارات الخطأ، إلا بالاستعانة بالله "ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور"، إذ النور هو الذي يرتب حياتك، رؤية وبصيرة، وأهدافًا، وعلاقات".
ما علاقة التقوى علميًا بالنور؟
أوضح خالد، أن "التقوى هي التي تعمل على سد الفجوة بين ظاهرك وباطنك، كلما اتقيت الله تقل هذه الفجوة، لأن اتساق ظاهرك مع باطنك يجعل الرؤية كاملة واضحة، وكلما زادات الفجوة حصل اهتزاز وضبابية في الرؤية".
وذكر أن هناك ثلاث آيات في القرآن تربط التقوى بالنور في الحياة:
-"الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور"، بعد 40 آية عن التقوى.
-"يهدي الله من اتبع رضوانه (أي اتقاه) سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور".
-"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورًا تمشون به"، علاقات وحياة وليس مجرد كلام نظري، كشاف تمشي به وسط الناس لترى به حقيقتهم.
وأوصى خالد بأنه "إذا أردت أن تخرج من الظلمات إلى النور في لحظة، خذ موقف تقوى فوريًا في شيء سيء أنت تفعله.. "أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها".
ونصح خالد: "إذ أردت أن تزداد قوة النور.. اعبد بإحسان، لأن الإحسان كأنك تراه، فأنت متجه لمصدر النور مباشرة.. تقوى+ إحسان = نور على نور".
دعاء نبوى ينور حياتك
وبين أن أصل النور نوعان: نور بصر (نظر) ونور بصيرة (قلب)، موضحًا أن هناك من هو فاقد للبصر لكن يرى بالبصيرة، وهناك قوي النظر لكن بلا بصيرة، "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى".
وذكر خالد أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل في قلبي نورًا ووجهي نورًا وعقلي نورًا ولساني نورًا .. اللهم اجعل عن يميني نورًا .. شمالي .. فوقي .. تحتي .. اللهم اجعل لي نورًا".
مع ذلك، أكد خالد أنه لا يشترط أن تكون التقوى 100 في المائة، "فاتقوا الله ما استطعتم"، وعوض الباقي بالاستغفار كل يوم.
وتحدث خالد عن تجربته مع التقوى، قائلاً:" "أنا حياتي الآن في قمة الترتيب.. سعيد بها– هدفي – مشروعي – أولادي – زوجتي– علاقات – المحيطون بي ناس حلوة".
وعزا ذلك إلى أنه "منذ خمس سنوات، أكرمني الله بفكرة جميلة جدًا، وهو أن أفصل رسالتي الدعوية عن أعمالي الخاصة "البزنس".
وضرب خالد مثلاً حيًا للتقوى يتجسد في سيدة سورية يقول إنها تتقي الله جدًا، وعرفت إن زوجها متزوج عليها، لكن من أجل البيت والأولاد غمضت عينها، وعندما مات الرجل قالت لهم: أعطوا لزوجة أبيكم حقها، ذهبوا إليها فقالت: طلقني.
وأضاف: "كان يمكن أن يحصل الصدام بين الزوجتين، لكن لأنهما كانا يتقيان الله، قسمت التركة بهدوء وسلام". في المقابل، أشار إلى أنه يعرف بيوت أغنياء لكنهم لا يخرجون الزكاة، ومنذ عشرين سنة هناك قضايا ومحاكم وفرقة وصراع بين الإخوة على الميراث.
وخلص خالد إلى أنه "عندما تتقيه يحرر رزقك من مدير متسلط، من زوج بخيل قاس، "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، مفسرًا العلاقة بين الاثنين بأنه "أحيانًا كثيرة يكون المخرج في تحرير رزقك من شخص قاس".
وربط خالد بين نور الهداية وؤية الله في الكون، قائلاً: من "رأى الكون ولم ير الله فيه فقد النور في الحياة ولو كان مبصرًا، فالله لا يحجبه شيء، لكنك أنت الذي تحجب نفسك عن النور بالمعصية، أنت من تضع ستارة تحجب النور، أنت من أغلقت الشباك".
"الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضي ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيءعليم".
قاعدة اليوم:
واختتم خالد بذكر القاعدة: "الكون كله ظلمة وإنما يضاء بنور الله فيه، فالله نور السموات والأرض، تتقيه فيرتب لك حياتك وينير بصيرتك، ثم تُحسن فتزداد حياتك نور على نور... نور التقوى ونور الإحسان".