زاد الاردن الاخباري -
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، أن الجيش سيدخل رفح في جنوب قطاع غزة، معبراً عن رفضه لأي ضغط دولي يستهدف إثناء إسرائيل عن هدفها، بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يخطط لتوجيه جزء كبير من 1.4 مليون نازح فلسطيني محاصرين في رفح نحو «جزر إنسانية» في وسط القطاع، قبل بدء العملية البرية في المدينة الواقعة أقصى جنوب القطاع، بينما قتل 15 فلسطينياً كانوا ينتظرون المساعدات في مدينة غزة ومخيم النصيرات إثر قصف إسرائيلي.
وقال نتانياهو: «سأواصل مقاومة الضغوط وسندخل رفح ونكمل القضاء على ما تبقى من كتائب حماس ونستعيد الأمن ونحقق النصر الكامل».
في السياق، قال مسؤولون أمريكيون كبار لنظرائهم الإسرائيليين إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تدعم عملية محدودة تشنها إسرائيل لملاحقة أهداف حركة «حماس» ذات القيمة العالية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، طالما تجنبت تل أبيب غزواً واسع النطاق قد يُحدث صدعاً في التحالف بين البلدين، وفق مجلة «بوليتيكو». ونقلت المجلة عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم، في محادثات خاصة، إن كبار مسؤولي إدارة بايدن ألمحوا إلى إسرائيل بأنهم قد يدعمون خطة أقرب إلى عمليات «مكافحة الإرهاب» من الحرب الشاملة.
جزر إنسانية
وقبل ذلك بساعات، قال الجيش الإسرائيلي إنه يخطط لتوجيه جزء كبير من 1.4 مليون نازح فلسطيني محاصرين في رفح نحو «جزر إنسانية» في وسط القطاع، قبل عملية برية مخطط لها في المدينة الواقعة أقصى جنوب غزة. وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن نقل الأشخاص الموجودين في رفح إلى المناطق المحددة، والذي يقول إنه سيتم تنفيذه بالتنسيق مع الجهات الدولية الفاعلة، هو جزء أساسي من استعدادات الجيش لغزوه المتوقع لرفح، حيث تعتبر إسرائيل إن حماس لديها أربع كتائب هناك، وتريد تدميرها، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
ولم يذكر متى سيتم إخلاء رفح، ولا متى سيبدأ الهجوم، قائلاً إن إسرائيل تريد أن يكون التوقيت مناسباً من الناحية العملياتية وأن يتم تنسيقه مع مصر، التي قالت إنها لا تريد تدفق النازحين الفلسطينيين عبر حدودها.
ضحايا المساعدات
ميدانياً، لقي تسعة فلسطينيين على الأقل حتفهم وجرح عدد آخر أمس، في قصف إسرائيلي استهدف مركزاً لتوزيع المساعدات في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع. وقالت مصادر طبية فلسطينية إنه تم نقل جثث تسعة فلسطينيين وعدد من الجرحى إلى مستشفى العودة بالمخيم ومستشفى الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، مشيرة إلى أن بعض الجثث وصلت أشلاء.
وأفاد شهود بأن طائرات استطلاع أطلقت صاروخين على مركز توزيع مساعدات قرب النادي الأهلي في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي مدينة غزة، قال مسؤولون بوزارة الصحة إن ستة فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات بنيران إسرائيلية بينما كانت حشود من السكان تنتظر شاحنات المساعدات.
وأفاد سكان ومسؤولون صحيون بأن الفلسطينيين كانوا يهرعون للحصول على مساعدات عند دوار الكويت بشمال مدينة غزة في وقت متأخر من مساء الأربعاء عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار. وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن الضربات العسكرية الإسرائيلية في مختلف أنحاء قطاع غزة أدت لمقتل 69 فلسطينياً وإصابة 110 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. أوضحت أن حصيلة الحرب منذ أكثر من خمسة أشهر ارتفعت إلى 31341 قتيلاً و73134 جريحاً.
مجاعة بالفعل
إلى ذلك، قال مسؤول المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش إن عمليات الإسقاط الجوي وتدشين ممر بحري، لن تكون كافية لتعويض الإمدادات المنقولة بالشاحنات إلى غزة حيث يعيش الناس على شفا المجاعة. وأضاف أن الطرق البرية هي أسرع وأسهل وأرخص وسيلة لتوصيل الإمدادات إلى غزة. وقال للصحفيين إن «هناك خطراً من تفشي مجاعة» وأكد أن «لدينا مؤشراً قوياً وموثوقاً للغاية على أن هناك مناطق مجاعة بالفعل في قطاع غزة».
وقال لينارتشيتش «المطلوب واضح للغاية: زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها في جميع أنحاء القطاع». وأضاف أنه «لا يوجد بديل حقيقي عن الوصول براً… ندعو إسرائيل إلى فتح معابر برية إضافية».
وانطلقت مساعدات في رحلة بحرية تنظمها مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية ومقرها الولايات المتحدة من قبرص إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع. وتضم الشحنة 200 طن من المساعدات.