زاد الاردن الاخباري -
لا تزال قضية العثور على موظف سابق في بوينغ، معروف بإثارة المخاوف حول معايير إنتاجها، ميتاً في الولايات المتحدة بعد أيام قليلة من الإدلاء بشهادته في دعوى قضائية ضد الشركة، تتفاعل.
وفيما أفادت وسائل إعلام غربية بـ"انتحار" جون بارنيت، إلا أن مصادر كشفت لصحيفة The Washington Post، أنه "لم يكن مكتئباً" على العشاء مساء 8 مارس قبل العثور عليه ميتاً بظروف غامضة في سيارته، مصاباً بطلق ناري في رأسه.
متفائل
كما أضاف المحامون وأصدقاء العائلة والشهود أن الرجل البالغ 62 عاماً، كان متفائلاً بشأن الانتهاء من الإدلاء بشهادته ضد صاحب عمله السابق في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا.
كذلك ذكرت المصادر أنه تم إجراء مسح لسيارة بارنيت من الداخل والخارج بحثاً عن البصمات – وهو إجراء غير عادي في حالة انتحار.
أكل وشرب
من جهته أكد موظف يعمل في فندق "هوليداي إن"، حيث تم العثور على بارنيت ميتاً في موقف السيارات، لـThe Washington Post، أن الرجل الستيني تناول الطعام وشرب المشروبات الغازية، وبدا على ما يرام مساء 8 مارس.
كما أردف أنه حين سمع خبر وفاته في اليوم التالي، لم يخطر على باله قط أن ينتحر، حيث "لم يكن يبدو منزعجاً على الإطلاق".
فقد زوجته.. لكنه تخطى الأمر
بدوره قال صديق العائلة بوب إيمري إنه تحدث إلى بارنيت قبل حوالي أسبوعين من وفاته، مؤكداً أنه "بدا شديد التركيز على ما كان يفعله"، فيما يخص الدعوى القضائية ضد بوينغ، و"لم يكن يبدو مكتئباً".
وأضاف إيمري لـThe Washington Post، أنه وبارنيت فقدا زوجتيهما في الآونة الأخيرة، وكان بارنيت يتصل به دائماً للتأكد من أنه بخير.
فيما لفت إلى أن بارنيت افتقد زوجته كثيراً بالتأكيد، لكنه لا يعتقد أنه كان سينتحر بسببها، وفق ما نقلت "نيويورك بوست".
كما أكد أن بارنيت "عاش حياة جيدة بالنسبة له، حتى مع المشاكل في بوينغ"، ولم يكن يسعى لجذب الاهتمام، قائلاً: "رأى أن هذا أمر نبيل كان يفعله، وليس ليصنع اسماً لنفسه. وقد أجرى مقابلات لأنه اعتقد أن ذلك سيساعد في الحفاظ على سلامة الناس".
كان يتطلع للمضي قدماً
كذلك أعرب محاميا بارنيت، روبرت توركوويتز وبريان نولز، في بيان الثلاثاء، عن شكوكهما حول فكرة وفاته منتحراً.
وأوضحا أنه "كان في حالة معنوية جيدة للغاية ويتطلع حقاً لترك هذه المرحلة من حياته خلفه والمضي قدماً"، مردفين: "لم نر أي إشارة إلى أنه سينهي حياته. لا أحد يستطيع أن يصدق ذلك".
"ضغط وانتقام"
من جانبها قالت عائلته الثلاثاء إن بارنيت أحب العمل لدى الشركة حتى عام 2010 عندما تم نقله إلى مصنع بوينغ 787 في تشارلستون.
وأضافت أن الأمور تغيرت كثيراً بالنسبة له عندما علم أن الإدارة العليا كانت تضغط على مفتشي الجودة والمدراء لعدم التقيد بالإجراءات التي يطلب منهم القانون اتباعها.
كما زعمت أن بوينغ ضغطت على العمال لتجاوز العيوب من أجل تجنب إبطاء خط التجميع، وأن أولئك الذين رفضوا ذلك "تم تصنيفهم على أنهم مثيري مشاكل، والانتقام منهم، وإخضاعهم لبيئة عمل معادية".
في المقابل قالت بوينغ في بيان لـThe Washington Post: "نشعر بالحزن لوفاة السيد بارنيت، وأفكارنا مع عائلته وأصدقائه".
مسدس فضي في يده
تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر أن يدلي بارنيت بشهادته المغلقة لليوم الثالث في دعواه القضائية ضد شركة الطائرات العملاقة في صباح اليوم التالي، لكنه لم يحضر أبداً.
فأطلق محاموه المذعورون ناقوس الخطر، وطلبوا تفقده في الفندق بعد عدم رده على هاتفه.
ثم اكتشفت الشرطة جثته يوم 9 مارس في سيارته، بينما لا يزال مسدساً فضياً بيده. وقالت إنها لا تزال تحقق في الوفاة.
وفي البداية، أشار الطبيب الشرعي في تشارلستون إلى الوفاة على أنها جرح "ألحقه بنفسه"، غير أنه سرعان ما عاد وأضاف أنه يتم إجراء المزيد من الاختبارات قبل القرار النهائي.
أكثر من 3 عقود
يذكر أن بارنيت كان مهندس مراقبة الجودة، وعمل لدى بوينغ لأكثر من 3 عقود قبل تقاعده في 2017.
بعد ذلك بعامين صرح لـ"بي بي سي" بأن شركة بوينغ سارعت إلى إخراج طائراتها من طراز 787 دريملاينر من خط الإنتاج وإدخالها في الخدمة.
كما أجرى العديد من المقابلات تحدث فيها كيف قدم شكوى داخلية إلى الشركة غير أنها لم تتخذ أي إجراء، ما دفعه إلى الإعلان عن الأمر حرصاً على السلامة العامة.
وزوجته، ديان جونسون، وهي أيضاً عاملة سابقة في بوينغ، توفيت عام 2022 بعد مرض لم يكشف عنه.