زاد الاردن الاخباري -
تعد سلطنة بروناي معينا لا ينضب للقصص المدهشة المشوقة؛ نظرًا لحجمها الصغير جغرافيا وهدوئها المثير للتأمل مع مستويات ثراء هي الأعلى في العالم، فضلا عن تقاليد وعادات البلاد التي حافظت على خصوصية محلية وسط عواصف العولمة والحداثة.
ولا يخرج رمضان في السلطنة التي تقطنها أغلبية مسلمة عن هذا الإطار، حيث يكتسب الشهر الفضيلة هناك ملامح مختلفة عن بقية أنحاء المعمورة.
ومن أبرز تلك الملامح جعل اليوم الأول من رمضان إجازة رسمية وتوافد المواطنين على قصر الحكم لتلقي الهدايا، لكن الأكثر إثارة للدهشة هو أن الصوم لا يقتصر على المسلمين، بل يمتد ليشمل بقية الشعب من أصحاب الديانات الأخرى كالبوذية والمسيحية وغيرهما كنوع من التضامن الاجتماعي وإظهار المحبة والوحدة بين مختلف الطوائف والأعراق.
وتمتد الإجازة الرسمية أيضا ليوم 27 من رمضان احتفالا بذكرى نزول القرآن.
ومن التقاليد الرمضانية اللافتة بالبلاد حرص سلطان بروناي "حسن بلقية" المصنف عالميا باعتباره أغنى ملوك الأرض على الذهاب إلى المسجد الكبير، أي مسجد السلطان عمر علي سيف الدين، والقيام بنفسه بإعداد طعام السحور لرواد المسجد في نهاية سهرة ممتدة يتخللها الاحتفال بمقدم الشهر المبارك.
وعندما ينطلق أذان المغرب يتناول الصائمون بعض المشروبات الخفيفة ثم يذهبون للصلاة في المسجد وبعد العودة يكونون على موعد مع طبق الإفطار الرئيس الذي يتكون من مزيج غير مألوف من اللحم والسمك في مائدة يتوسطها طبق ضخم من الحساء.
واحتفالا بقدوم رمضان، يوزع السلطان هدية على كل مواطن وهي عبارة عن علبة أنيقة تسمى "كورما" تضم أفخم أنواع التمور، بالإضافة إلى مبالغ مالية بحسب حالة المواطن. ويتمتع المواطنون عموما بمزايا لا نظير لها في البلدان الأخرى منها الإعفاء الكامل من الضرائب.
ويعتمد الاقتصاد بالبلاد على البترول والغاز بشكل رئيس.
وتقع السلطنة التي تنخفض فيها الجريمة إلى معدلات هي الأقل عالميا في جنوب شرق آسيا وتبلغ مساحتها فقط 5 .7 كيلومتر ولا يزيد تعداد سكانها على النصف مليون، ويحدها من الشمال بحر الصين الجنوبي ومن جميع الجوانب الأخرى ولاية "ساراواك" في شرق ماليزيا.
وتعد اللغة الرئيسة بها هي الملايو مع الإنجليزية كلغة رسمية ثانية.