زاد الاردن الاخباري -
تعد الحجامة من أقدم الممارسات الطبية التي عرفها الإنسان، حيث انتشرت لدى الكثير من الشعوب واستخدمت كوسيلة فاعلة لعلاج العديد من الأمراض.
ثم جاء الإسلام ليعلي من شأنها ولتحتل مكانة مميزة وعناية خاصة، اذ حوت السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين ممارسة الرسول الكريم لها والحث عليها وسيلة للوقاية من بعض الأمراض أو علاجها، واصبحت حاليا علمًا له قوانين وضوابط.
واقتداء بالسنة النبوية الشريفة يقبل على الحجامة كثيرون من ابناء الكرك للاستشفاء من بعض الامراض المزمنة.
وفي أيام الخامس عشر والسابع عشر والتاسع عشر من كل شهر هجري تصطفُ جموع من الناس أمام منزل الشيخ مازن الشمايلة بالكرك للاحتجام ، بعد أخذهم مواعيد مسبقة ، فيما ينتظر من ياتي دون موعد الى حين الانتهاء من (تحجيم) المُسجلين، او يعود في ذات الايام من الشهر الذي يليه.
يقول الشيخ الشمايلة انه منذ ما يزيد على سبعة عشر عاما، اجرى حوالي تسعة الآف عملية حجامة , جميعها كانت ناجحة بتوفيق من الله عز وجل ، مشيرا الى عدم تقاضيه اجرا على عمله ويعتبر ذلك لوجه الله تعالى.
وعن سبب ممارسته هذه المهنة الصعبة يقول: ألمّت بي أوجاعٌ والآم شديدة لسنوات عدة ، وراجعتُ العديد من الأطباء الا ان حالتي الصحية لم تتقدم وكانت تزداد سوءا ، وكان شفائي على يد شابٍ من دولة الامارات العربية ، اذ قام بعمل حجامة لي في أنحاء مختلفة من جسمي ، فشفيت بارادة الله ، ثم علمني الحجامة ومارستها بشكل عملي منذ عام 1993 ، وطبقتها على نفسي ومن ثم على الآخرين ، وما زلت ُ أمارسها حتى اليوم.
ويؤكد ان ممارسة مهنة الحجامة تتطلب خبرةً ودراية ،وايمانا راسخا ، ومحبة وايثارا للاخرين ، واتباعا لسنة المصطفى عليه السلام وصحابته الأجلاء ، واعداد الادوات الطبية اللازمة للحجامة وتعقيمها قبل وبعد اجراء كل عملية خوفا من انتقال الامراض ، وان يتم التحجيم وفق وضعية مريحة للمحجوم ، وان تراقبه مراقبة فائقة ، لافتا الى مراعاة النواحي النفسية التي تعتري بعض المرضى أثناء رؤيته للدم .
وبين ان الحجامة تستهدف الطبقه الخارجية من الجسم ، لذا يجب أن تكون يدُ الحاجم خفيفة بحيث لا يتجاوز الجرح طبقة الجلد الخارجية الرقيقة ، لافتا الى ان الدم الفاسد يُدفع الى الطبقة الخارجية للجسم، ويتم التخلص منه بالسحب ، حينها يشعر الشخص المُعالَج ( بفتح اللام) بالنشاط والحيوية بسبب التخلص من الفضلات والأجسام الغريبة.
وحول الرأي الشرعي في الحجامة، قال مدير اوقاف الكرك الشيخ ماجد القضاة ، ان الرسول صلى الله عليه وسلم حث على التداوي بالحجامة
مبينا انه احتجم على كاهله وفي الأخدعين، واحتجم وهو مُحرمٌ في رأسه من شقيقة ٍكانت به ،مثلما احتجم من أثر السم ( في طعام اليهودية ) كما أمر الصحابة وحثهم على الاحتجام، لقوله صلى الله عليه وسلم " خير ما تداويتم به الحجامة".
أما عن الرأي الطبي في الحجامة، قال المختص بامراض الباطنية والجهاز الهضمي في المستشفى الحكومي في الكرك الدكتور ابراهيم الرفوع ان الحجامة جائزة طبيا بشرط استخدام أدوات طبية معقمة على يد شخص لديه الخبرة في هذا المجال، مشيرا الى انها تفيد في علاج بعض الامراض المزمنة كالتهاب المفاصل والشقيقة.
واضاف انها تفيد في التخلص من المواد السامة التي تترسب على سطح الجسم ومن خلال الشعيرات الدموية، وعلاج امراض احمرار الدم الناتجة عن كريات الدم الحمراء المجهدة لكبر حجمها ، والتي لا تتمكن من القيام بوظيفتها المتمثلة بنقل الاكسجين ، فيتم التخلص منها بالحجامة لتنشيط نخاع العظم، وخلق كريات دم حمراء جديدة.
وبين الدكتور الرفوع ان الام الرأس والمفاصل تنتج عن لزوجة الدم وبالتخلص منه بالحجامة يزداد الجسم نشاطا ًوحيوية ً ، لافتا الى انه للمحافظة على نشاط جسم الانسان يستدعي التخلص من الدم الفاسد بمعدل نصف لتر كل ستة شهور للاشخاص الذين لا يعانون من فقر الدم، أو الامراض الحادة كالالتهاب الرئوي والاسهالات والحرارة الزائدة.
بترا