كان القانون الروماني يعتبر الخداع او الإحتيال مع شخص ما وحمله على التنازل عن حقه او مكاسبه لمصلحة الآخر ( المحتال ) . توع من انواع المهارة وجائز بشرط ان يكون أجنبي عنه او عدو له .
فترى فيليس جرين إكر انه شخصية ذات نمط خاص يقنع و يفرض على الآخرين بطرق معينة تلفيقاته عن مركزه الإجتماعي والمالي .ومقدراته الدنيوية ..الخ . فهو اسلوب يتضمن باطنه الخداع بقصد أن يحصل على شيء مادي او اية فائدة ملموسة او معنوية . فهو ليس محتال كذاب
فقط بل شخص يحاول استدراج الآخرين وإقناعهم من خلال إغواءات النفس وحيلها . وتؤكد ان الدافع الأساسي ليس فقط هو الحصول على الفائدة المالية عن طريق الخداع .
وربما يعرف المحتال بإنه شخص توصل إلى الإستيلاء على ما ملك الآخرين بطرق إحتيالية وإيهام المقابل بوجود مشاريع هي وهمية كاذبة أصلا . او خلق الدافع والأمل للحصول على الربح السريع ( وهمي ) او التصرف بمال ثايت كالعقار والارض .. ليس ملكا له ولا من حقه التصرف او عقد صفقات وهمية بوجود اشخاص مستأجرين اواستغلال المنصب والنفوذ الإجتماعي والمهني في متاجرات غير مشروعة وصفقات مخفية معلنة بمنتج أخر وهمي او تبييض أموال او استغلال القوة المالية التي بحوزته للمتاجرة بالبشر خاصة الأعضاء او استخدام تجارب علمية غايتها المعلنة تخالف اجراءتها السرية . او الإستيلاء على عقول الآخرين وفكرهم بترويج فكر خرافي وشعوذة تخالف الدين او ترويج لفكر يخالف القيم والمبادي الإنسانية المتعارف عليها على الأقل او ترويج مواد تضر بصحة الإنسان .
ومن خلال هذا التعريف لم احصر النصاب فقط في صفقاته المالية كأمل يرجوه من احتياله بل كان التعريف يمتد نحو الجانب المعنوي لإن قصص الإحتيال قد كانت تعكس حاجات بشرية اخرى كالحصول على طفل لتربيته . او كلية بدل التالفة . او استخدام جسد المرأة كحاجة نفسية غرائزية . او غسيل الأدمغة لترويج أهداف بعيدة الأمد .. او إقناع الناخب ببرنامج معين ثم تركه بمهب الريح بعد الحصول على صوته ... او توظيف عدوانيته وحاشيته ضد من يخالف او يطالب بحقه المستلب منه كخدعة وخديعة .او العكس توظيف نواعمه وضعفاء الناس كحيلة عاطفية للإستدرار المشاعر والفكر نحو الهدف المنشود غير المعلن .. او توظيف الفكر العقائدي والحقوقي كستار ظاهره مقدس باطنه يحمل بذور الحيلة والكيد .. او توظيف المخلوق الأضعف ( الطفل والمرأة ) كوسيلة للوصول نحو الحاجة المرجوة ..الخ .
تكون لديه مشاعر اضطهاد وكراهية للناس ولذلك يسعى لامتلاك القوه او امتلاك المال أو امتلاك المناصب أو غيرها عن طريق . فإذا استقرت أوضاعه المالية والاجتماعية ووصل الى مايريده فإنه يشعر بالإستعلاء والفخر والعظمة ويتعالى على الأخرين بعدما يسلب ما يريد منهم احتيالا . وينظر اليهم بإحتقار السخرية الجارحة منهم وفى نفس الوقت لا يتحمل أى نقد من أحد فهو لا يخطىء فى نظر نفسه وهو شديد الحساسية لأى شىء يخصه . محاولات التودد والتقرب من الاخرين كاستراتيجية لتلميع الشخصية . واستخدام اسلوب التبسم الدائم والهدوء المصطنع واسلوب الاتكيكيت والتفاوض الرقيق .
شديد الاهتمام بمظهره وبصحته وبشياكته وممتلكاته التي قد يصطد بها الكثير فهي تمثل انه شخص شبعان بالعامية ولا يحتاج للمال , يتحدث عن نفسه كثيراً وعن إنجازاته وطموحاته . مغرور الى درجة كبيرة لايرى أحداً بجواره . يستخدم الأخرين لخدمة أهدافه ثم يلقى بهم بعد ذلك فى سلة المهملات . ليس لديه مساحة للعاطفة و للحب . فهو لا يحب إلا نفسه وإذا اضطر للتظاهر بالحب فإن حبه يخلو من أى عمق وأى دفء . يميل كثيراً للتباهى والشهرة والظهور ويهتم بهذه الأشياء أكثر من أهتمامه بجوهر الأشياء . يعطي وعوداً كثيرا ويماطل . وفاءه قليل . لا يحترم القوانين والتقاليد لإن ولائه لنفسه وملذاته وشهواته . لا يشعر بالذنب ( لضعف الوازع الأخلاقي والديني ) .
له أساليب بالإغراء بالوعود الزائفة . يملك مرونة مؤقتة في التعامل والتفاوض . ويمكن في البداية ان يدفع ويواظب على اعطاء هدايا معينة او قسم من المال او يسارع في سلوك يدل على الشهامة والخلق والباطن يخالف الواقع لإنه صبور نحو هدف الإحتيال . وهناك شخصية محتالة تعاكس ما ذكرت تتركز على ثوب الضعف والمسكنة والفقر المزعوم واغلب الاوقات طموحاتها تتمثل في الاصطياد عبر العاطفة والإنفعال لإنها لا تملك مقومات القوة والعتاد عند الشخص الذي يبهر الأبصار ويذهب العقل .
كذلك قد يتقولب في شخصية تتستر بالدين والمباديء التي ترغبها النفس وتميل لها . فتبدأ اساليب
الشعوذة والخرافات بكل انواعها او محاولات لتضليل العقل نحو هدف معين .خلاصة ما وصفت اننا امام شخصيات اما بارانويا تمركزت حول الذات الى مستوى وصل بها الى جنون العظمة والشخصية العصابية . وربما طموحها المرضي للكسب السريع بدون جهد . والخوف من المستقبل الذي قد يقزم الحجم الذي لا يرضاها لنفسه . لان فكرة التحجيم تصدمه وفكرة القناعة تخالفه وفكرة الكرم المصطنع عنده تكشف البخل الباطن فلقد فضحته سلوكيات عدم صبره امام حرمانه لحاجاته الأساسية فربما نعتقد ان الكرم هو طبع انما في مثل هذا النموذج فهو وسيلة لغايات مؤلمة للإخرين .
ربما في مقالي تحدثت عن اسلوب الخداع ويعتقد انني اتخذت الذكر نموذج في مقالي إنما المرأة هي ايضا نموذج يحسن في بعض الاحيان اساليب في الكيد الإحتيالي لا يحسنها الرجل نفسه . حيث تملك قدرات انفعالية وعاطفية ومقومات جسدية تبيح الإغواء والإبتزاز مما يؤثر على الفرد الذكر فيقع في شباك الخداع والإحتيال .
ومن النماذج التي قد تسلب العقل عن طريق النصب ما يقام ويسوق باسم العلم ومنها جلسات تحضير الأرواح . وربما برأي الخاص من كثرة الكيد الخداعي ان تسقط حيل الإنسان على مخلوق من الجن
وهو بريء من هذه الصفة . وربما في قصة اخوة يوسف عليه السلام دليل الخداع ونسبة الفعل الى مخلوق اسمه الذئب لإنه حيوان ابكم لا يستطيع الدفاع عن نفسه . حتى ان القصة القرآنية تنقل ظروف الخداع حيث ان اخوة يوسف عندما بكوا كان الوقت عشاءاً مما لايكشف خداع وتعابير الوجه واستخدام الدموع اسلحة تجييش العاطفة .
وفاء عبد الكريم الزاغة
wafaaza@gmail.com