المنظومة الكونية عبارة عن خالق سبحانه وتعالى ومخلوقات عديدة منها الإنسان- مخلوق جميل كيف لا وهو من صنع يد الله - والغريب في الأمر أن إبداعه تعالى بصنع هذا الإنسان لم يكن رادعا لذاك الإنسان بان يحترم صنع الله – بل صال وجال وبكل الطرق والأساليب لتغيير هذا الخلق سواء بالشكل الخارجي أم بالفكر والفطرة – والأشد غرابة أن بعض ممن يحملون الشهادات العليا والمثقفون من الرجال والنساء هم من يحاولون إحداث هذا التغيير والاختراق المرفوض لخلق الله وإبداله بأفكار ومبادئ دنيوية شيطانية لا تمس بفطرة الإنسان وطبيعته التكوينية بِصِلة – فمثلا نجد من المفكرين المثقفين الرجال والنساء من يقومون بتبني قضايا والسعي بمحاولة إيجاد بُنْية لها في مجتمعاتنا تحت مسمى الحضارة وإيجاد حلول عن طريق وسائل تتنافى مع أخلاقنا وشريعتنا وعاداتنا- لإرضاء جهات غربية تحت مسمى\" اتفاقية\" ويكون الحل النهائي دمار لمكون أساسي ألا وهو الأسرة- ووضع الرجل والمرأة فيها موضع النّد والعداء لا موضع التآلف والمودة التي من المفترض أن تكون عليه العلاقة بين الزوجين الشريكين أو الأبناء والآباء والإخوة والأخوات لتنقلب الموازين بدعوى للتحضر واللحاق بركب الحضارة الغربية التي هي من صنع مجتمعات مدَمّرة بالأساس –لا ادري كيف سمح هؤلاء المثقفون لجهات غريبة بالتحكم كشرطي مرور في أحوالنا نحن أمة العروبة والإسلام – أين العقول والشهادات العليا ؟ أين موقع القرآن الكريم من عقولكم ونفوسكم؟ –ولو اطلع هؤلاء على بعض نصوص القران لوجد أنها تخاطب العقول- فهل هذا هو التقدم والإتباع للفكر المتحضر! فإذا كان ما يدّعون هو التحضّر فعُذراً... الغالب ممن لا زال لديهم النخوة والشهامة وإتباع الحق لازال متمسك بالتخلف القديم الذي نشأنا عليه وتربينا وتغذينا على مفاهيمه المأخوذة من عصب الشريعة الإسلامية ونقول لمن تغذى ورضع من أثداء الغرب وتشبع من فكر وشريعة الشيطان.... كفى .....إن وجدتم عينٌ تغضّ النظر أو أُذن تُصَم عما جئتم به من الباطل فهناك عيون لازالت ترى وآذان لازالت تسمع وعقول لا زالت تفقه- وقلوب بذكر الله وإتباع شريعته لا زالت تعمر- مهما تنوعت الأساليب والأفكار ومهما سار الإنسان في لحظة ما... درب مسلكه منحرفا فلا بد أن يكون التصحيح في قلبه ولو طال به الزمان- وهنا أرفع صوتي وأقول لا لأنصاف الحلول ولا لأنصاف البشر –
ونعم للقرآن والسنة والفطرة التكوينية السليمة للفكر والقلب قبل الجسد من حفظ للنفوس والأرض وحقوق للرجل والمرأة على حد السواء فمن كان في قلبه ذرة شك بان التشريع الإسلامي جاء ناقصا فليتبع ما تتنادى به تلك الجهات المسمومة والتي تبث شرورها على الجميع أما من كان يملك اليقين بقلبه وفكره بان القرآن والسنة كان الحل الشافي لجميع المشكلات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والمدنية فليتبع قلبه وفطرته التي خلقه الله عليها-وكلنا مسئول وكلنا راع – فلنكن بقدر المسئولية لأننا حين يُغلق علينا القبر لن تأتي مثل تلك الاتفاقيات لتكون شفيعة لنا ولكننا حينها سنتمنى لو نفتدى بكل ما في الأرض جميعا ولن ينفع نفسا إيمانها إلا من أتى الله بقلب سليم- لذلك أقول كما قال سبحانه وتعالى \" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا \" النساء (1)
أما ما نراه من مطالبات لكثير من النساء بالمساواة والتقليد الأعمى لأمور غريبة عن أخلاقنا وديننا والعمل بمفهوم الحرية الخاطئ الذي يكون ظاهره قشور وداخله محترق يهدم المكون الرئيسي ألا وهو الأنثى القابعة داخل المرأة فيكون هذا التقليد السبب بتشويه تلك الصورة الجميلة وتكون آثار هذا التشويه بالبداية على المرأة نفسها ومن ثم على من حولها لتجعل هؤلاء المؤسسين لتلك الجهات المسمومة يقفون موقف المتفرج الهازئ بالمرأة العربية المسلمة وبهذا يحققون مآربهم وأهدافهم الدنيئة التي خطّوها بدماء العروبة والإسلام ووقعوها مع الشيطان ويكون إتباعنا لهم بمثابة إنكار صريح علني لنصوص كثيرة بالقرآن جاءت تنادي باحترام المرأة والتشديد على إتيانها لحقوقها كاملة قال تعالى \" وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا \" النساء (32).
صرخة رجاء أخيرة من قلب يخاف على بشرية ونفوس صنعت بيدِ الواحد العزيز الجبار الذي أحسن خلقه وأتمّه حدّ الكمال فلا تجعلوا خلق الله لعبة استهزاء بيد الشيطان وأتباعه ولتكن كلمتنا واحدة \" كفى لا لأنصاف الحلول ولا لأنصاف البشر\".