ثورة تطفئ العتمة...... ظننت وانا بكامل قواي العقلية ان ثورة الجياع ستطفئ عتمة القلوب المتمجلسة فوق الكراسي ....... بصحوتي ومن المي و وجعي , اعلنت الثورة ولكن لم اعرف كيف اصيغ حروفها ؟ كيف انشر شعاعها ؟، ولم اعرف مع من ابدائها وكيف......؟
سألت الجياع الشيوخ والاطفال النساء واليتامي سألت الحجر والحقل ....لم يجبني أحد , ويلاه الا يعرف أحد جواب على سؤالي !!!!!!
يا قوم.. يا هلي وربعي يا أطفال قريتي يا شيوخ عزوتي ....
هل تعرفون الثورة كيف تشعل نيرانها ويقوى عودها وتنشر سحرها وتطفئ عتمة الليل وتسكت الجياع وتمسح الدمعة من عيون اطفال وطني ؟؟؟؟؟ لم يجبني احد .
وزاد إستغرابي من نظرات لمحتها بالعيون التى تحيط بي , عيون يملؤها الاستغراب والاستهجان , الفضول يدفعهم نحوي مستفسرين، أتاني رجل أكل الدهر منه ما أكل , وأخاديد الزمن رسمت جداولها فوق وجهٍ أرهقته الايام والذكريات , يعيش منذ أمد طويل بين الجبال وقلعة المكان الجاثمة بخشوع وكبرياء فوق الجبال....
قال بوجه يبتسم رغم الألم البادي على محياه : يا ولدي هذه التي تنشدها , أذكر أنني حضرتُ جنازتها يوما ، ثم أخبروني انهم نقلوا رفاتها حيث قُبرت بجوار رأس الحسين ، ولكن يا ولدي لا أذكر كيف كانت ؟ وكيف كان الذين عاشوها ؟ ،ذاك كان عهد ولى وانقرض، يا ولدي أشر لي , وقل اين هم رجال ثورتك التي تنشد ؟ والكل يسعي لقوت يومه ويشقى؟؟؟
صحوت من غفلتي وتسألت بيني وبين نفسي ....لماذا أُتعب نفسي والجواب موجود لدى حكومتنا التى لا تعجز عن حل المعضلات ؟ فتوجهت للحكومة الرشيده العتيده صاحبة اكبر رقم قياسي بالضحك على الذقون ، ونفخ البطون, وطلبت انا المواطن صاحب الاضحيات , واخرها الديك الفصيح , إبتعاثي الى خارج البلاد لاتعلم قواعد الثورة وأُصولها , وكيف تقام على رؤس حكومات متهالكة الوجدان والجدران, لارجع لوطني ثائرا متميزا وأُعلن ثورتي الجنوبية الحازمية ، وأنهي مأساة شعب .
مأساة شعب تكاتلت عليها حكومات وراثية , توارثت أخطاء الاباء والاجداد وصبت جماح رعونتها فوق رؤس العباد.
الا من دواء يوقف هذا الوباء ؟؟؟؟؟؟.....
كنت احلم بالقضاء على الشر وإقتلاعه من جذوره بثورة تزيل عتمة الحكومات , كنت أحلم ان اقضي على ظاهرة الفقر بكل مسمياته التى تفننوا بها من جيوب فقر لفقر مدقع واخر غير مدقع وكلها مطقع .
تشجعت الحكومة أول الأمر لطلبي ظننا منها أنني سأقضي على ثورة الفقر بإخماد أصوات من يعانون الفقر , واستجابوا لرغبتي فرحين .... ، اخذوا اسمي واسم أمي ورقمي الوطني وأوراقي التي تثبت انني وطني وأصلح لمنحة حكومية وانني احمل الجنسية لاكثر من عشر سنوات.
شعرت بفرحتهم وكأنهم يبحثون عني منذ زمن طويل, وفي غمرة المشاعر الملتهبة والتصفيق الحار وجه لى كبير قومهم كبيرهم وهو صاحب وجه مبتسم حتى في أحلك المصائب .....عزيزي اخبرني ألان : على من تريد ان تقود ثورتك التي سنمنحك شرف قيادتها بشهادة غربية ؟؟؟؟؟ أجبته وبكل ثقة وموضوعية : عليكم سيدي الرئيس وعلى طلاب ألسنه الأولى حكومة في مدرسة الشعب . عندها غشت وجوههم ابتسامة صفراء ..................
فاصل ينقطع به الصوت, يسود الغرفة ظلام دامس ......رفضوا طلب الابتعاث , سألتهم ما السبب يا حكماء, أجابوني بقصاصة ورق لا لون لها , حروفها من ماء: عذراً, لقد تجاوزت السن القانونية للقيام بالثورة !!!!!!! حظاً أوفر في مجالات اخرى.
وطني !! امي !!! بنيتي !!!!هل للثورة سن قانونية ؟, هل فاتني قطار الرفض ؟ هل بعت نفسي للشيطان وانا لا اعلم؟ عذرا ايها الشيطان , فلم تصل الى مرحلة خبثهم بعد.
حازم عواد المجالي وشركائه