لا يكفيك يا وطني احتفالات الدنيا لنحكي قصة عشقنا لك، ولترابك، وفخرنا بأننا أردنيون، نحتاج أزمانا فوق زمننا حتى نفيك حقّك فأنت زينة بلاد الدنيا وفخرها، أنت الأردن البلد الذي يوجّه بوصلة اهتمام العالم نحوه في كل حدث وفي كل الظروف، عظمة وبهاء وقوة وتميّزا ونضالا وعروبة وإنسانية ، أنت الأردن وللاسم فخامة تحكي مجد وطن لا تشبهه بقعة على هذه المعمورة.
تليق بوطني كل الاحتفالات، وكل المناسبات التي نضع بها الفرح عنوانا للوطن ولنا، نؤكد بها أن الأردن بلد مختلف وبذات الوقت لا يقوى عليه أحد كائنا من كان وأمنه واستقراره خطّ أحمر لا يقوى عليه أحد، نفديه بكل ما أوتينا من حياة، ليبقى زاهيا قويا عصيّا على أي متربّص أو ساع للضرر به، فالأردن عبر التاريخ بقيادة هاشمية عظيمة دولة عظيمة رغم كل المتربصين وقدره في موقعه الجغرافي بإقليم أقل ما يوصف به أنه ملتهب..
نعبّر عن فرحنا بالوطن دوما بتزيين حياتنا بالعلم، العلم الأردني الذي يحمل تاريخا عظيما، ويرمز لمجدنا وقوتنا، ويحكي ملايين التفاصيل الأردنية الهامة والثرية، هو جزء من مسيرة الوطن التنموية ولألوانه معنى ودلالات يضعها الأردنيون ترياق حياة، ورمز صمود واستمرارا نحو الأفضل دوما، ليحضر في مناسباتهم الوطنية كافة رمز فخر وتنمية وشعور بالوطنية وإصرار على المضي في درب التطوير، ولا نبالغ في قولنا يضعه الأردنيون حافزا لمزيد من الوطنية وحبّ الوطن ومواجهة التحديات التي يفرضها علينا المتربصون من خارج البلاد.
العلم لنا جميعا رسالة وطنية نحملها في كل المناسبات الوطنية نؤكد بها أن هنا الأردن، هذا البلد الذي يرى به كثيرون صغيرا في جغرافيا مساحاته، لكنه الأعظم والأهم والأقوى على مستوى عربي ودولي، رسالة نؤكد بها للعالم أننا مختلفون بقيادتنا وحاضرون بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حضورا استثنائيا مميزا ثريا، رسالة أن الأردن مختلف وعصيّ وأرضه مقبرة لمن يجرؤ على أمنه وسلامة أراضيه.
يوم للاحتفال بالعلم، احتفال يليق بالوطن، يوم نحتفل به في رمز عزنا ومجدنا، يوم ملوّن بألوان الفرح ومعطّر بأجمل عطور الدنيا، يوم وطني نحتفل به برمز مجدنا وعزنا، علمنا الذي نحتفل به هذا العام تحت شعار «علمنا عال» وهو الشعار الذي أطلقته وزارة الثقافة، نحتفل به وله ماضون في مسيرة الأردن الوطنية نحو المزيد من التطوير، وبكثير من الإصرار على أن القادم أفضل، بعزيمة وروح انتماء عميقة ليبقى الأردن متقدّما ويبقى العلم خفّاقا يحكي مجد وطن عظيم وأرض مباركة.
الاحتفال باليوم الوطني للعلم كان قد أقره مجلس الوزراء خلال الاحتفالات بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، بتخصيص يوم للاحتفال به ويكون السادس عشر من نيسان من كل عام، يحتفل به الأردنيون بوسائل متعددة يحضر بها العلم في كل مكان وعلى السيارات والمنازل وفي الأماكن العامة والخاصة، وتم الإعلان عن هذا اليوم ليرسخ معاني الوطنية والعطاء الوطني، ويعيد للذاكرة وقائع لم ولن تغيب عن حياتهم سيما وأن العلم رفعه الأردنيون عند إعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في 25 أيار عام 1946، ليشكّل مناسبة وطنية هامة نجدد بها العهد والوفاء والإصرار للمضي بدرب التطوير والتحديث، ونرفع رسالة بصوت عال أن الأردن محرّم وممنوع ومنطقة خطر على كل من يجرؤ الاقتراب منه برا وبحرا وجوا.