فايز شبيكات الدعجه - يبدو ان المخططات العدائية ضد امن المملكة فعلت فعلها واصابت البعض في صميم قلوبهم فاضطربت عندهم تبعا لذلك مقاييس الولاء وترنحت عقولهم وتشتت فكرهم .
بيد ان ذلك لم يزد الموقف الاردني الا صلابه، ولا زالت الوقفة الاردنية لمناصرة غزه ضد العدو الصهيوني تحتفظ بطهارتها ونقائها رغم الهجمات المتكررة التي تتعرض لها داخليا وخارجيا.
اول الهجمات متوقعة، وكانت صهيونية ممنهجه ومفهومة للتشكيك بالموقف الاردني، يتم تنفيذها بصراحة ووضوح ، وأتت من عدو يقف امامنا ونرى اهدافه وغاياته رأي العين، وقد فشلت على اي حال ولم تترك ادني اثر وهي محاولات خبيثة بلا ادنى شك.
لكن الهجوم الاخبث ذلك الذي يشنه النوع الوطني من الاعداء وما يجري من ممارسات لإثارة زوبعة عواطف، وافتعال عاصفة غضب شعبية تنحرف وتنقلب لعنف واخلال بالامن بفعل مظاهر تمثيلية خادعة سحقها بلا هوادة الوعي الجمعي الاردني، ففشلت هي الاخرى في تحقيق اهدافها، وآل مصيرها الى ما آل اليه مصير محاولات العدو الصهيوني.
يضاف لذلك سلسلة هجمات خارجية تقودها مؤسسات صحفية اجنبية، وفارين اردنيين من وجه الانتماء الوطني قدموا نماذج إعلامية ساذجة لاستثمار قضية غزه لزعزعة الاستقرار الاردنى.
لكنها اخفقت كذلك وتساقطت الواحدة تلو الاخرى أمام استقرار قناعة الأردنيين على ان كل هذا وذاك مجرد فقاعة لن تلامس حالة الاستقرار لا من قريب ولا من بعيد، ولم تصل كما يسعى هؤلاء إلى النسيج الاجتماعي وتفتيته باي حال.
حرية التعبير في الاردن متاحة، وتتناقلها فضائيات العالم، وتجري بكثافة ورزانة وهدوء بلا قيد طالما التزمت القانون والمصلحة الوطنية العليا.
يدرك الاردني ان كل المعلومات العدائية مشوهة للحقيقة، وتنطوي على اتهامات ملفقة واكاذيب ، وادعاءات للبروز بمظهر إصلاحي خادع يدور حول فكرة واحده وهي توليد السخط على الدولة الاردنية، واقناع البسطاء بوصفه صاخبة لإسناد غزه والوصول خلالها لمرحلة زوال الاحتلال.
ويدرك الاردني كذلك ان من ظهروا بمظهر المدافعين عن حقوق الأردنيين في التعبير لم يتمكنوا من خداع احد، ولم تؤد الحملة ذات الرؤوس المتشعبة الى زعزعة الثقة، بل على العكس تماما ربما زادت من وتيرة عدم الثقة بما تطرحه تلك الجهات من ادعاءات مزعومة لتحريك الشارع، وتلاشى على ارض الواقع مشروعهم المسموم أو كاد بعد ان قدموا أنفسهم كمصلحين حازوا على الحكمه والعقل، لتنتهي امورهم في كل محاولة إلى غير ما يرام، فليس لدى الأردنيين دوافع للقناعة بتلك الهجمات، او حتى مجرد الاستماع للانتقادات المكثفة لمجمل السياسة التي تنتهجها الدولة الأردنية، والزعم بتبني سياسات الإصلاح.
والمؤكد ان ما يحدث في سياق اضطرابات الولاء محض أوهام، ودليل على انهيار نظم المواطنه، ذلك أن الولاء للعرش الهاشمي والانتماء الوطني لا يمكن أن يمحوه مخرب، او جرة قلم، أو تدوينة خبث تأتي من هنا وهناك، فالانتماء الوطني راسخ واكبر بكثير من المحاولات العبثية الهزيله لضرب الاستقرار.
على أي حال لقد وضع الاردن حدا فاصلا بين الحقيقة والكذب، واكتفى برد عملى رزين ومقنع على تلك المحاولات، واستمر تدفق المساعدات الغذائية والطبية لغزه وكل اشكال الضغط السياسي لوقف العدوان ، ونجح الرهان على وعي المواطن الاردني الاصيل وتشبثه بأمنه واستقراره وارتفاع عقليته عن مستوى هؤلاء.