عندما تستمع لشهادات حيّة ميدانية حبّ أهلنا في غزة لجلالة الملك عبد الله الثاني، وللأردن تجد نفسك أمام حالة فريدة من علاقات مبنية على ثوابت حقيقية وعملية، بنيت نتيجة مواقف لم تعرف يوما سوى المصلحة الفلسطينية، وحماية الحقوق الشرعية والسعي بخطى عملية لإنهاء الحرب الكارثية على قطاع غزة.
في اتصالاتي مع زملاء وزميلات ومواطنين من غزة، وكذلك في حديثي مع نشميات المستشفى الميداني الأردني/2 في غزة، لغايات مهنية وإنسانية، سمعت واقع الشارع الغزّي وايمانه المطلق بالدور الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في دعم حقوقه وايصال كل ما من شأنه أن يعيد الحياة لشيء من طبيعتها، ما استطاع لذلك سبيلا، ليحضر الأردن بقوّة في الشارع الغزي بشهادات حيّة أسمعها يوميا من أهلنا في غزة، وفي ذلك أهل غزة أدرى بشعابها.
بات الحديث عن الموقف الغزي والفلسطيني من الأردن واضحا ومحسوما، لكن أن نراه مجسدا في مواقف على أرض الواقع كأن يطلق على مئات المواليد الجدد في غزة اسم «عبد الله» حبّا بجلالة الملك عبد الله الثاني ففي ذلك رسالة حبّ فلسطينية لغات العالم لا تحكي عظمتها، وأن يُطلق اسم «رانيا» على الاناث من مواليد الغزيين أيضا رسالة تختصر حبّ هذا البلد الذي لم يجد سوى الأردن في ميدان صموده، كما أطلق اسم «حسين» على مئات المواليد عرفانا بدور سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد وما قدمه للأهل في غزة، في كل هذا حبّ من غزة للأردن، حبّ تحكيه مواقفهم بعيدا عن زخرف القول، أو مفردات لا تفي واقع الحال حقه.
غزة لم تترك وحيدة، هكذا يروي العائدون من غزة، على لسان أهلنا في غزة، فأن تطلق الأم اسم عبد الله على طفلها لذلك دلالات تؤكد أن حبّها للملك عبدالله وللأردن يعيش معها، في ابنها وفي جيل كامل، كون الأردن لم يترك غزة وحيدة، فقد ساندها وما يزال بالمساعدات الإنسانية والإغاثية، وبالمستشفيات الميدانية وبجهود سياسية ودبلوماسية لم تتوقف، ساند غزة ليصبح اليوم حاضرا في غزة، بتفاصيل كثيرة، وفي قلوب أهلنا في غزة وفي أسماء أبنائها.
كثيرة هي القصص التي روتها نشميات القوات المسلحة العائدات من غزة بعد 110 أيام، رغم تعدد تفاصيلها، إلاّ أنها تؤكد على ثقة أهلنا في غزة بالأردن وبجلالة الملك، في كل ما قدّم ويقدّم، من مساعدات وإنزالات جوية للمساعدات، بشكر كبير لجلالة الملك تحديدا في مشاركات جلالته شخصيا بالإنزالات، ليكون حدثا استثنائيا في غزة يعيشون به فرحا وفخرا بمواقف جلالته ودعمه المتواصل ومتابعاته الشخصية لكل ما يخصهم، حيث أكدت ممرضات ميداني خان يونس في أحاديثهن للدستور أن مكانة الأردن كبيرة جدا في غزة، ولم يشعرن بالغربة خلال اقامتهن في غزة، حيث كان أهلنا في غزة يعبّرون عن حبّهم للأردن بشكل دائم، تحديدا الأطفال منهم.