زاد الاردن الاخباري -
يتصاعد غضب الشعب الأميركي ضد دعم الرئيس “جو بايدن” المستمر لرئيس حكومة الاحتلال، “بنيامين نتنياهو”، في عدوانه ضد غزة، ومساعي إنقاذه من أزماته متعددة الجوانب، والتي تضعه أمام خيار الاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بالقطاع، في ظل وجود أفق هذه هذه المرة لإمكانية التوصل إليه، وإما اجتياح رفح، والذي سيلقي بظلاله القاتمة على الكيان المحتل والمنطقة ككل.
وفيما تزداد كثافة المظاهرات الطلابية غير المسبوقة في الجامعات الأميركية، بانضمام الهيئات التدريسية وأعضاء بالكونغرس، لنصرة فلسطين ورفض عدوان الاحتلال ضد غزة، فإن مخاوف “نتنياهو” تتعمق إزاء انتشار الاحتجاجات للجامعات والعواصم الأوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بما قد يوثر علاقته مع الإدارة الأميركية.
وربما تكشف احتجاجات جامعة كولومبيا، وغيرها من الجامعات الأميركية، الأزمة الحقيقية في السياسة الخارجية الأميركية، لاسيما علاقتها الوثيقة مع الاحتلال، لما تعكسه من تطور الموقف الشعبي الشبابي الأميركي المناهض لدعم واشنطن المستمر للكيان المُحتل منذ قيامه على أنقاض فلسطين 1948، وليس فقط جرائمه الوحشية ضد غزة.
يأتي ذلك بالتزامن مع المحادثات الجارية في القاهرة بحضور وفد حركة “حماس” للتوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، في ظل وجود أفق هذه المرة، إذا لم يقم “نتنياهو” بتخريب المفاوضات، وفق الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي.
ويبدو أن على حكومة الاحتلال أن تقرر وجهتها وقرارها؛ أمام خياري إما التوصل لصفقة تبادل جديدة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أو عملية عسكرية عدوانية وطويلة في رفح، في ظل انتهاء الاستعدادات لشنها.
وتتطلب موافقة “نتنياهو” على المقترح الجديد المقدم للمفاوضات القيام بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، والسماح بعودة النازحين إلى أماكنهم، وانسحاب جيش الاحتلال من الممر الفاصل بين شمال القطاع عن جنوبه، بحسب “القناة 13” العبرية.
وما يزال هناك مواقف متباينة داخل الكيان المُحتل بشأن الصفقة المحتملة، حيث هدد ما يسمى وزير المالية “بتسلئيل سموتريش” بأنه سيسقط الحكومة إذا تمت الموافقة على صفقة من شأنها إنهاء الحرب، بينما قال الوزير “بيني غانتس” إن إطلاق سراح الأسرى يسبق العملية في رفح، وينبغي التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
في حين أكد وزير جيش الاحتلال، “يوآف غالانت”، التزام الاحتلال بالقضاء على حركة “حماس” وإعادة الأسرى، وأنه يعمل على هاتين المهمتين ومصمم على إنجازهما، رغم أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً، وفق مزاعمه.
في المقابل؛ أكد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، عزت الرشق، أن الحركة ما تزال تدرس ورقة الرد الإسرائيلي.
وقال الرشق، في تصريح له أمس، “أود التأكيد أن الحركة لم تصدر أي تصريح باسمها، ولا منسوباً لمصادر في الحركة حول ورقة الرد (الإسرائيلي) التي تسلمناه من الوسطاء، وهذا الرد ما يزال تحت الدراسة”.
وأشار إلى أن “ما تصدره بعض وسائل إعلام الاحتلال من تسريبات حول ذلك تهدف للتشويش والبلبلة”.
من جانبه، قال المسؤول البارز في “حماس”، سامي أبو زهري، إن الحركة وعدت كل من مصر وقطر بجديتها في التوصل إلى اتفاق، ولكنها لن نستسلم لأي ضغوط أميركية”.
كما ألمح مصدر آخر في “حماس” إلى احتمال قبول الاقتراح، جزئياً على الأقل، موضحاً، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه لا توجد “عقبات كبيرة” في الاقتراح، حيث “الأجواء إيجابية ما لم تكن هناك عراقيل صهيونية جديدة، إذ لا قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تقدمها حماس بشأن ما تضمنه الرد”.
وبموجب الخطة المصرية، تتعهد حكومة الاحتلال بوقف كافة الاستعدادات لاجتياح رفح، فيما يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة على مرحلتين بفاصل زمني قدره 10 أسابيع، إلى جانب وقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، مع التزام الاحتلال و”حماس” بعدم إطلاق النار.
وسيتم خلال وقف إطلاق النار الإعلان عن بدء تنفيذ التحركات لإقامة الدولة الفلسطينية، بحيث تشمل الرؤية المصرية عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، وانسحاب جيش الاحتلال من جزء كبير من محور “نتساريم” الذي يفصل القطاع، ومنح حرية الحركة للغزيين على الطرق الرئيسية في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار الذي يشمل تبادل الأسرى.
ويتضمن الاقتراح المصري أيضاً إخراج قوات جيش الاحتلال من الطريق الذي سيعود عبره سكان شمال غزة إلى منازلهم، فيما رفضت “حماس” اقتراحاً سابقًاً تضمن انسحاب جيش الاحتلال إلى مسافة 500 متر من ممر “نتساريم”، وطالبت بالانسحاب إلى مسافة 3.7 كيلومتر، وقد يتم تسوية بين الموقفين.
وتطالب “حماس” بأن يتضمن المقترح الجديد التزاماً بوقف الحرب إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من غزة في نهاية عملية التفاوض.
وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، بارتكاب ثلاث مجازر أدت لارتقاء 34 شهيداً و68 جريحاً، خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأضافت “الصحة الفلسطينية”، أن حصيلة عدوان الاحتلال ارتفعت إلى 34.488 شهيداً و77.643 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مبينة أن عدداً من الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.