في اليوم التالي لظهور الدكتور رجائي المعشر على التلفزيون الأردني ، وشرحه المستفيض لدقائق خطّة الاصلاح الاقتصادي ، يُنشر خبر بريء يقول انّ الحكومة ستبدأ اعتباراً من اليوم الأحد استيفاء خمسة عشر ديناراً مقابل كلّ وحدة دم يحتاجها المواطن الأردني ، وأربعين من المرضى غير الأردنيين.
أمّا في اليوم نفسه ، فيظهر تقرير اقتصادي على "الجزيرة" يعكس تخوّفات الأردنيين من أنّ الحكومة ستلجأ الى الحلول السهلة لتغطية العجز ، حيث جيوب المواطنين هي الأقرب ، من خلال فرض ضرائب جديدة ، ورفع أسعار ، وقد استضاف البرنامج وزير المالية للردّ فتحدّث مطوّلاً عن الخطة الاضطرارية لاعادة اصلاح ما أفسده الدهر.
هناك ، كما هو واضح ، حملة علاقات عامة حكومية تهدف الى التهيئة للآتي من قرارات صعبة.
دفع مقابل وحدات الدم خبر ليس مستحباً ، فنحن نتبرّع به للآخرين عند كوارثهم ومصاعبهم ، وهو أمر يتعلّق بحياة الناس ، وتصوّروا أنّ مريضاً ينزف من حادث في الطوارئ وهو لا يملك هذه الخمسة عشر ديناراً ، فهل ستنفعه كل خطط الاصلاح ، أو حتى عودة برامج صندوق النقد الدولي للتعامل معنا بشكل مباشر.