الكاتب الساخر هو الوحيد الذي يعيش بألم ويكتب لكي يُضحك الآخرين وينفًّس عنهم..،، وممنوع عليه أن يطرح ألمه بطريقة جادة..،، وهو الوحيد المطلوب منه أن يفتح السخرية على الآخر وهو يتحدث عن "المعاناة" الشعبية.. وهو الوحيد الذي يسعى الناس للتعرف عليه ويعاملونه كـ"نجم" أينما حل وارتحل..،، وهو الوحيد المطلوب منه عدم تجاوز أي رسالة أو إيميل.. وعلى سيرة الرسائل والايميلات: أتحدى أن يزخر بريد إلكتروني بالرسائل كما يزخر به بريد الكاتب الساخر و بشكل يومي.. وكلها من القراء و أصحاب القضايا..،،.
أكثر عبارة تصرف للكاتب الساخر: أنت تعبر عن هموم الناس..،، ورغم ما في هذا الكلام من دغدغة لنرجسية الكاتب: بقدر ما فيها من مسؤولية "تهد الحيل".. وهذه المسؤولية لها ثمن حقيقي يدفعه الكاتب الساخر مرغماً إن أراد الاستمرار في التعبير عن الناس و فواتيرهم اليومية..،، ومع ذلك ندفع هذا الثمن ونحن نضحك ونلعب..،،.
ولا يكتفي الكاتب الساخر بالتصفيق الشعبي له.. بل يهتم به المسؤولون مهما كانت درجتهم في المسؤولية.. ويعاملونه حينما يقابلونه وجها لوجه فقط: معاملة "نخب أول".. شو تشرب و كيف صحتك وشو في أخبار.. وخليها بعودة..؟، ويصرف له المسؤولون ألقاباً كبيرة مثل: وأنت ضمير الناس.. وأنت نبضهم..،،.
يا الله.. نحن ضمير الناس مرّة واحدة..،، سأصدق هذا الكلام.. ليس لأنه من الحكومة.. بل لأننا نكتب بضمير.. ولكنني سأسأل سؤالاً واحداً فقط: لماذا عندما تكون هناك مؤتمرات و لقاءات حكومية متخصصة في قضايا الناس: يدعى كل أنواع الكتّاب.. ويستثنى من الدعوة ضمير الناس.. أي الكاتب الساخر..؟؟،، لماذا يتم تغييب الضمير..؟، لستُ ساخراً هذه المرّة: بل في تمام أناقتي الجادة..،،.
abo_watan@yahoo.com