سيكتب التاريخ ان المجتمع الدولي وقف عاجزا عن وقف الجرائم الوحشية التي ترتكبها الة الحرب الاسرائيلية ضد المواطنين العزل في الضفة والقدس كما فى قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة جماعية بوسائل وقودها التدمير والتقتيل، وهى تقوم بتنفيذ سياسات عسكرية تعتمد فيها على التجويع والترويع لغايات النزوح والتهجير كما سيكتب كاتب التاريخ ان الاسرة الدولية لم تستطع من إيصال مساعدات إنسانية لشعب يقع تحت الاحتلال ويعاني من جور الحصار كما سيكتب التاريخ ايضا ان مجلس الامن الدولي لم يستطع الدفاع عن هويته ولا عن كيانه الذي أسس من أجل حفظ السلم الاهلي والامن الدولى.
وهى المنظومة الاممية التى قامت من اجل حل النزاعات بالطرق السلمية ولم يتم احترام قراراته من قبل دولة محتلة باتت تعتبر نفسها فوق القانون واخذت تشكل وحدها مرجعية القرار بدلا من القانون الذى من المفترض أن يطبق على الجميع من باب مشروعية قبوله ليجسد قيم العدالة التي تمثلها القضية الفلسطينية بإطارها السياسي كما فى محتواها الإنساني الذي حملها أبن الأردن في التعبير عنها كما حملتها الحركة الطلابية فى الجامعات الأمريكية والبريطانية والأوروبية.
وهي القضية التي أخذت تشكل أيقونة للحرية عند الشعوب، وهو ما يلزم الجميع البحث حول أسبابها وليس بالوقوف على حالة تظاهراتها فما يتم ارتكابه بحق الشعب الفلسطيني هي جريمة حرب بينتها المحكمة الدولية التى من المفترض أن تحترم قراراتها وتصان أحكامها، وهى ذات الحقيقة التي غدت جلية عند أصحاب القرار الذين يطالبهم كاتب التاريخ باقتران اقوالهم بأفعال من شأنها نزع فتيل الأزمة في المنطقة عبر تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة لتعيش شعوب المنطقة ومجتمعاتها أجواء طبيعية بعيدة عن التأزيم والصراعات التي ما لبثت تلازمها من أن تم احتلال فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الكبرى.
وهو المضمون الذي جاء بلقاء الملكة رانيا العبدالله مع الإعلامية جوي ريد عبر قناة التلفزة الأمريكية واسعة الانتشار "ام اس بي سي" حيث يأتي هذا اللقاء متزامن مع الزيارة الاستثنائية بالتوقيت والعنوان التي يقوم بها الملك عبدالله لواشنطن حيث من المنتظر ان يلتقى مع الرئيس جو بايدن بلقاء "خاص" فى ظل اشتداد حمى الأوضاع في المنطقة ووصل هذه الحمى للداخل الأمريكي الذي يستعد للدخول فى مخاض عمليه انتخابيه يصفها المراقبين بالمفصليه.
اللقاء الخاص للملك عبدالله مع جو بايدن ينظر لنتائجه الكثير من المراقبين باهتمام بالغ كونه يجمع بين الشخصية العربية الأكثر تأثيرا في اوساط بيت القرار الأممي وبين ما يقف عليه جو بايدن من رؤية تجاه مستقبل المنطقة، وهو ما يعد من اللقاءات الاستراتيجية كونها خارج إطار البيان الرسمي وهو ما يعول عليه في إعادة صياغة للموقف العام فى الجملة السياسية القادمة حتى يشارك الجميع فى كتابة مفصل جديد وليس فى مشاهدة مشهد آخر جديد.
فلقد سئمت شعوب المنطقة من مسالة إدارة الأزمة وليس حلها وباتت الأسرة الدولية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بضرورة اتخاذ مواقف وليس تصدير اقوال من شأنها إنهاء أزمة الصراع بالمنطقة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية حتى يجسد الجميع ما ذهبت إليه الملكة رانيا العبدالله من عنوان عندما قالت دعونا نخاطب كاتب التاريخ ... فالتاريخ يكتب اليوم.