د.حازم قشوع - بالتزامن مع انتهاء حرب غزة عبر هدنة متصلة على ثلاث مراحل متوالية واستعداد الرئيس بايدن للدخول في فترة انتخابات فاصله ومواصله الحركة الطلابية للجامعات الامريكيه حراكها بطريقة نشطة تخيم عليها أجواء فلسطين أيقونة الحرية التي أخذت ما تشكل بيضة القبان فى الانتخابات الرئاسيه الفاصلة تأتي زيارة الملك عبدالله للبيت الأبيض لتحمل رسائل انفراج فى المشهد العام على الرغم من محاولة نتنياهو تحقيق انتصار عسكرى فى رفح بالوقت الضائع من حرب نتنياهو تجاه توسيع الجغرافية الإسرائيلية وفق سياسية تقوم على فرض الحلول بالقوة العسكرية.
وهو ما تم رفضه من قبل الأمم المتحدة واعتبرته تعدي على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المبينة بقرارات أممية كما تم رفضه من قبل دول المركز التى راحت تؤكد على ضرورة انتهاء الملف العربي الإسرائيلية بالطرق السلمية المستندة لقرارات الشرعية الدولية وفق حل الدولتين وهذا ما يعني أن مسالة الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح مسارها سالك في الأمم المتحدة كما يصف ذلك متابعين فى المحصلة.
ولعل زيارة الملك عبدالله للبيت الأبيض فى هذا التوقيت بالذات تحمل اهمية وخصوصية معا حتى راح يصفها مراقبين بالتاريخية كونها لا تقف أبعادها عند العلاقات البينية بين الولايات المتحدة والأردن التى وصفها الرئيس بايدن بالاستراتيجية العضوية لكن لما تحمله من خصوصية كونها تأتي بالتزامن مع انتهاء مرحلة وبداية مرحلة أخرى في المنطقة بقضيتها المركزية التي من المهم الوقوف عندها واستشراف أبعادها سيما في اللقاء الخاص الذي جمع الزعيمين في المكتب البيضاوي.
ولأن القضية الفلسطينية تعتبر قضية وطنية للنظام الهاشمي كما للشعب الاردني فان مسألة الوقوف عند دقائق الامور فيها هى مسالة لها اعتبارات رئيسية لانها تعتبر بوابه العلاقات الطبيعية بين المجتمعات العربية والمجتمع الإسرائيلي التي يحرص على إنجازها الرئيس بايدن بصفة رئيسية كما تعتبر فلسطين القضية الرئيسية للأمن الإقليمي والسلام الدولي والذي يحرص على تأمينه الملك عبدالله عبر تطبيق قرارات الشرعية في إطار إنهاء عقدة النزاع في المنطقة ليأتي ذلك كله وفق حل الدولتين المتوافق عليه بين الطرفين، الأمر الذي جعل من هذه الزيارة تحظى باهتمام كبير فى وسائل الإعلام الامريكية لما تتناوله من موضوعات تقوم لادارة الازمة الحالية من جهة وتعمل على حلها فى آن واحد وكما تذهب تجاه استشراف آفاق تمتين الروابط والجسور بين مجتمعات المنطقة بما يجعلها فى منزله منطقة الامن والاستقرار وهو ما يعول عليه البيت الأبيض ليكون في المنطقة الحليفة.
فان ادخال المنطقة في صراعات دينية هو أمر مرفوض كما الغلو باستخدام السلاح هو ايضا امر مرفوض لان النتيجه التى ستحملها هذه المعادلة ستكون إقصاء طرفي المعادلة من كلا الجانبين على غرار ما تم فى السابق مع (عرفات وشارون ) فمن يخرج عن السياق العام يتم إقصاءه هذا ما قاله كاتب التاريخ وهذا ما يهدد في المحصلة بطريقة ضمنية (السنوار ونتياهو) وهو ما يرسل رسالة لاطراف المعادلة بضرورة العودة للسياق العام بعدما تم تقليم الجانبين فلا حماس ستبقى مسلحة ولا تل ابيب أضحت القوة التى لا تقهر وكلاهما بحاجة للعقلانية والتعقل وعدم الجنوح نحو التصعيد فإن المنطقة لا تحتمل التوغل باستخدام العنف لاسيما في المناطق الخاضعة منها للنفوذ الأمريكي وهذا ما يصفه متابعين وهذا يجب على السياسيين معرفته مع إسدال الستار على مشهد حرب غزة.