زاد الاردن الاخباري -
كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين ركضوا مسافة ميل في أقل من أربع دقائق عاشوا خمس سنوات أطول من أقرانهم.
وقال "ستيف فولكس" زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة "ألبرتا"، لموقع "ديلي ميل": إن هذا يتعارض مع ما يعتقده العديد من العلماء حاليًّا حول ممارسة التمارين الرياضية الشديدة، فنظريتهم القائلة بأن الضغط الهائل الذي يمارسه الرياضيون المتطرفون على أجسادهم يمكن أن يسبب مشاكل في القلب، ويؤدي إلى الوفاة المبكرة. لكن ممارسة أي شكل من أشكال التمارين الرياضية قد يكون مفيدًا للجسم، بما فيها التركيز على ممارسة التمارين الرياضية البطيئة والثابتة، مثل إنجاز 10,000 خطوة يوميًّا، مع أن التمارين الشديدة قد تكون أكثر فائدة لأجسامنا".
وقال: "إن جمال التمارين في أنها ضغوط، ولكنها ضغوط صُمِّمَت أجسامنا للتعامل والتكيف معها، وتاليًا النمو بشكل أقوى".
ووجد الباحثون أن العدائين عاشوا في المتوسط أربع سنوات وثمانية أشهر أطول من الأشخاص في نفس أعمارهم الذين لم يكملوا مسافة أقل من أربعة أميال.
وقال الدكتور فولكس، إن الجري يساعد في تسهيل تدفق الدم، والحفاظ على قوة قلبك، ودعم جهازك المناعي في مكافحة السرطان، ويساعدك على تجنب أمراض نمط الحياة مثل مرض السكري، والسمنة.
وكتب الباحثون أنه لكي يتمكنوا من ركض مسافة الأربعة أميال، ربما كان على الرياضيين أن يتدربوا ما بين تسع إلى 12 ساعة في الأسبوع.
على الرغم من أن توصيات ممارسة التمارين الرياضية تختلف بشكل كبير، إلا أن مركز السيطرة على الأمراض يحدد ما يقارب ساعة و15 دقيقة من تمارين القلب القوية أسبوعيًّا؛ لذلك من الصحيح القول إن هؤلاء الرجال كانوا يمارسون الرياضة أكثر من المعتاد.
وفي ظروف التمرين القاسية يشير بعض العلماء إلى آثار جانبية، فعلى سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أنه بعد ممارسة التمارين الرياضية الشديدة مباشرة، تطلق قلوب الناس علامات تشير إلى حرمانهم من الأكسجين.
ومن ناحية أخرى، استشهد الدكتور فولكس بدراسة مؤثرة للغاية أجريت عام 2013 والتي نظرت في كيفية تقدم عمر 17,000 شخص دنماركي، ووجد الباحثون الدنماركيون أن الأشخاص الذين مارسوا الركض اللطيف والمنتظم عاشوا حوالي خمس سنوات أطول من غيرهم، لكن المجموعة الصغيرة من الأشخاص الذين مارسوا روتينًا مكثفًا من الجري كان لديهم نفس متوسط العمر المتوقع تقريبًا مثل الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة إطلاقا.
وقال الدكتور فولكس، إن هذا يشير إلى احتمال وجود منطقة معتدلة للتمرين. وهذا ما يسمى بفرضية التمرين على شكل حرف U، بمعنى إذا كنت تمارس القليل جدًّا أو أكثر مما يجب فسوف تموت مبكرًا عما إذا كنت تمارس كمية معتدلة من التمارين.
وأوضح بحث لاحق هذه الاختلافات من خلال إظهار أن ممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه يمكن أن تضغط على القلب والدورة الدموية، كما كتب الدكتور كارل لافي، طبيب القلب في كلية الطب بجامعة كوينزلاند، وزملاؤه في مراجعة عام 2020.
ومع ذلك، قال الدكتور فولكس، إن فرضية التمرين على شكل حرف U غير مثبتة، وتزيد الأوراق البحثية المشابهة الشكوك المتزايدة في أن الأشخاص الذين يكرسون حياتهم للرياضات المتطرفة يتضررون منها.
كما وجدت دراسة كبيرة أجريت عام 2022 ونشرت في مجلة Circulation، أن الأشخاص الذين مارسوا تمارين رياضية أكثر من الموصى بها كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 38%.
الشيء الوحيد الذي تتفق عليه الأبحاث جميعها، بغض النظر عن موقعها في فرضية شكل حرف U، هو أنه يمكن للجميع الاستفادة من بعض التمارين الرياضية. وقال الدكتور فولكس، إنك لا تحتاج إلى أن تكون قادرًا على الجري لمسافة ميل بأربع دقائق للحصول على فوائد التمارين الرياضية، بل إن الحركة المنتظمة والمعتدلة كافية.
وقال الدكتور فولكس، إن التمارين الرياضية هي في الحقيقة نوع من الأدوية متعددة الأقراص، ونصح أنه إذا كان بإمكان تحويل التمارين الرياضية إلى حبة دواء، فسيكون ذلك الدواء هو الأكثر مبيعًا في السوق.