عندما تم القبول والموافقة المبدئية( وأخذ الدِمّ) من أم العروس والعروس على مفلح ، وبعد عدة زيارات قامت بها أم مفلح تم والحمد لله الاتفاق على خطوبة مفلح من بنت جارهم أبو خليل ، وسيتم طرح الموضوع على الرجال في المساء ، مفلح الشاب الأنيق صاحب الابتسامة والوجه البشوش والذي دخل الربع قرن من عمره ، والذي يعمل مدرس في إحدى مدارس القرية ووضعه المادي على قد الحال ، والملتزم بسداد ديونه الشهرية جرّاء بناء غرفتين على سطح بيت أهله ...
في المساء تم طرح الموضوع على أبو خليل وعلى أبو مفلح وتم القبول ، وعلى رأي أبو مفلح خير البر عاجله ، من ثاني يوم راح هو وأم مفلح ومفلح وطلبوا البنت بشكل رسمي وتم تفنيد السياق وتحديد موعد فحص الدم وكتب الكتاب ... وفعلاً ثاني يوم الصبح أنطلق مفلح هو وأمه وأم خليل والعروس فحصوا دم وعلى المحكمة عقدوا وحيدوا على محل الذهب اشترى ذبله وحلق للعروس بحكم سعر الذهب بالعلالي وحسب ما اتفقوا ... بعد هيك مفلح حيّد على مطعم مشاوي وأتغدوا.. ووينك يالقرية ...
مفلح صار يروح يسهر عند الخطيبة مرة مرتين بالأسبوع مشان الاتفاق على إجراءات العرس ، وكل ما يروح مفلح يسهر أبو خليل ( أبو العروس) : يا عمي والله ما بدنا شيء تعال شيلها بأواعيها ما إحنا عارفين وضعك ، لا بدنا حفلات ولا بدنا جاهات ولا وجاهات ولا بدنا صالات وأعراس ... مفلح أنبسط من حكي عمه ونقله لأبوه وأمه وكانوا يقولوا والله يا عمي هذا النسب المرتب ويصيروا يمدحوا فيه ... المهم قرّب موعد العرس ، تفاجئ مفلح من حكي خطيبته طلبت جاهه صغيرة يعني على قولها لمفلح : ول ما بستاهل جاهه شو بفرق عن البنات ، وفعلاً إجت جاهه طول بعرض ما شاء الله مع إنه الأمور مطبوخة ومنتهية ومع هذا مشت الأمور ... بعدها أم خليل طلبت : حفلة حِنّة بصالة ، وحفلة العرس بصالة ثانية ملوكي ، على قولها : ول شو بتفرق عن البنات خليها تفرح مع صاحباتها ... والمشكلة بعده أبو خليل بقول لمفلح : تعال شيلها بأواعيها ...
نقول من حق العريس والعروس أن يفرحوا ويتباهوا بالفرح لكن دون أي إفراط أو أي شيء زايد عن حده ، فالتخفيف والتسهيل جميل ورائع من كلا الطرفين ...
على فكرة مفلح مدرس لغة عربية وأول دوام له بعد إجازة العرس عمل امتحان للصف العاشر وحط سؤال، أعرب الجملة التالية : تعال شيلها بأواعيها ... ولا حدا عرف يجاوب حتى مفلح نفسه خربط بالإجابة.