زاد الاردن الاخباري -
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، سلسلة من الضربات امتدت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مكثفا في الوقت ذاته من ضغوطه على رفح، حيث ينفذ عمليات في وسط هذه المدينة في مواجهة مقاتلين من حركة حماس.
في ساعات الفجر الأولى، أفاد شهود بوقوع ضربات إسرائيلية قرب رفح في أقصى جنوب قطاع غزة التي تتركز فيها أعنف العمليات في الحرب الإسرائيلية الدائرة منذ قرابة ثمانية شهور على قطاع غزة، وفي النصيرات في وسط القطاع.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه عثر في وسط رفح على "قاذفات صاروخية لحماس وفتحات أنفاق وأسلحة" وإنه "هدم مخزن أسلحة".
أضاف الجيش أنه تمكّن من القضاء على مقاتل من حماس بضربة جوية في رفح، وأعلن كذلك مقتل اثنين من جنوده في غزة ما يرفع إلى 292 عدد العسكريين الذين قتلوا منذ دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى القطاع الفلسطيني المحاصر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر.
في وسط قطاع غزة، أسفرت ضربات ليلية عن استشهاد 11 شخصا بينهم طفلان على ما أفادت مصادر طبية في دير البلح وفي مخيم النصيرات.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "قضى" على مقاتلين كانوا يتحركون بالقرب من قواته في هذه المنطقة.
ورغم موجة التنديد الدولية التي أثارها قصف أدى إلى عشرات الشهداء في مخيم للنازحين في رفح الأحد، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري المستمر منذ في السابع من أيار/ مايو في المدينة التي تعج بالسكان والنازحين مع هدف معلن هو القضاء على آخر كتائب حماس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "قتل نحو 300 من مقاتلي حماس منذ بدء الهجوم على رفح".
وفي مقابلة مع محطة "إل سي إي" الفرنسية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتهامات التي تفيد بأن إسرائيل تستهدف عمدا المدنيين وتجوّعهم هي "افتراءات معادية للسامية".
وقال إن "نسبة القتلى المدنيين إلى الخسائر في صفوف المقاتلين (الفلسطينيين) هي الأدنى مما رأيناه في أي حرب مدن حتى الآن".
وأثارت هذه المقابلة احتجاجات في فرنسا.
أزمة إنسانية
سمح التوغل البري في رفح لإسرائيل بالسيطرة على "محور فيلادلفيا/ صلاح الدين" وهي منطقة عازلة على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري إن حماس استخدمت محور فيلادلفيا/ صلاح الدين "باستمرار لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة"، غير أن مصر نفت وجود أنفاق كهذه تحت الحدود متهمة إسرائيل بالسعي إلى تبرير هجومها في رفح.
وتتبادل مصر وإسرائيل المسؤولية في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح بين قطاع غزة ومصر المغلق أمام المساعدات منذ أن سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه مطلع أيار/ مايو.
ومعبر رفح حيوي لدخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع الذين هم في أمسّ الحاجة إليها في حين تحذر الأمم المتحدة باستمرار من مجاعة وشيكة في القطاع الفلسطيني الذي تحكم إسرائيل حصاره ولا تسمح سوى بدخول كميات محدودة من المساعدات عبر معبر بيت حانون.
ويواصل الفلسطينيون بأعداد كبيرة النزوح من رفح حاملين أمتعتهم على أكتافهم أو في سيارات أو على عربات تجرها الحمير، في حركة نزوح تكررت مرات عدة على وقع اشتداد الحرب.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "مضى 24 يوما على احتلال معبر رفح البري من قبل جيش الاحتلال، وإغلاق معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى وقوع أزمات إنسانية مركبة بمنع 22 ألف جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، وكذلك بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية لغزة".
من جانبها، قالت قبرص، الدولة الأوروبية الأقرب إلى ساحل غزة، إن المساعدات الإنسانية التي تُنقل عن طريق البحر مستمرة، بعد أن تضرر رصيف بنته الولايات المتحدة بسبب الأحوال الجوية، وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس "هدفنا هو أن نكون قادرين على مساعدة نصف مليون شخص شهريا، ونعتقد أن هذا الهدف قابل للتحقيق".