في حديثي مع شخصيات سياسية وزميلات وزملاء صحفيين من فلسطين، بأكثر من مناسبة لغايات تغطية أحداث وفي مهام صحفية مختلفة، أحدثها أمس في تغطيتي لما أعلنه الأردن قبل أيام عن استضافته في الحادي عشر من حزيران الحالي، مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، أسمع وأرى ردود فعل لا يمكن نقلها بالكلمة عن حبّ أهلنا في فلسطين وغزة لجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، والثقة المطلقة بأن الأردن سندهم الحقيقي وداعم صمودهم وحامي قضيتهم.
في وصف العلاقة الأردنية الفلسطينية يصعب الوصف، والتلخيص فهي تبدأ بثقة ومحبّة ومصداقية، وتمضي في درب لا نهاية له، درب طويل من المواقف والإجراءات، والدعم والسند، بتأكيدات فلسطينية أن الأردن السبب الرئيسي في صمودهم وثباتهم على ترابهم الوطني.
كثيرة هي كلمات الأهل في فلسطين، والأوصاف عن الأردن، ما يجعل من نقلها مهمّة صعبة إعلاميا، فهي عميقة وقديرة، وهامة وتحكي ولاء وعهدا بأخوة، تمتد جذورها عبر التاريخ وتمضي نحو مستقبل رحب بمزيد من الأخوّة والتأكيد على مبادئ بل ثوابت حكمت هذه العلاقة الخاصة الاستثنائية، تزداد عمقا وخصوصية بمضي الأيام لا تقل ولا تزعزع ولا تحيد عن مبادئها الثابتة، وعلى كافة الصعد الرسمية منها والشعبية.
وتجلت هذه الثوابت والاستثنائية في العلاقات أمس خلال لقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بنظيره الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، وترأسهما اجتماع اللجنة العليا الأردنية- الفلسطينية المشتركة في دورتها السابعة، وتوقيع (14) اتفاقية ومذكرة تفاهم تغطي كافة أوجه التعاون الثنائي المشترك، وتشكيل لجنة متابعة فنية لضمان تنفيذ هذه الاتفاقيات، لتزهو صورة العلاقات الأردنية الفلسطينية بمزيد من التعاون والأخوة والترابط الذي يصفه الفلسطينيون بترابط توأمي، فالأردن ليس فقط شقيقا، إنما توأم لفلسطين، ليكون يوم أمس أردنيا فلسطينيا بامتياز، يعمّق العلاقات ويأخذها لمساحات أوسع من التعاون.
بصورة عامة عند سماعي لصوت فلسطيني على هاتفي أو رسالة من أصدقاء وأهل في فلسطين وغزة، بداية اعتبر ذلك اطمئنانا على أوضاعهم التي هي أولوية أردنية، ومن ثم أبدأ بالبحث عن ردود لروعة قولهم عن الأردن وجلالة الملك وهذه المواقف التي تلقى عن الأشقاء في فلسطين كل حبّ ووفاء وعهد لا تنتهي أيامه لوطن بقي مناضلا مع فلسطين ولفلسطين، وأبقى قضية فلسطين مركزية وأولوية تاريخيا وآنيا، ومستقبلا، إلى أن ينالوا حقوقهم المشروعة وفقا للشرعية والقوانين الدولية، فهو العهد الأردني والوفاء الفلسطيني الذي له بداية ولا نهاية له، وهذا ما أكاد أسمعه يوميا من أهلنا في فلسطين وغزة، في تواصلي معهم، ففي قول الفلسطينيين وفاء وثقة بالأردن بقيادة جلالة الملك بشكل مطلق.
إذا ما استجمعت بأسطري هذه ما سمعت من أهلنا في فلسطين عن وطني الأردن، لن تكفي كتب ولا مجلّدات، ولا أبالغ إذا ما قلت أحتاج لغة جديدة تحكي نبض القلب قبل ما تنطق به الألسن وحناجرهم، يحكون علاقة تقصّها مواقف والأهم ثوابت لم يحد عنها الأردن يوما، بقيادة جلالة الملك الذي وضع فلسطين أولوية وحضرت من خلال جلالته على كافة المنابر والمحافل الدولية، ولولا جلالة الملك عبد الله الثاني لما حافظت المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف على هويتها العربية الفلسطينية، وهويتها الدينية، الإسلامية والمسيحية، هذا ما يقوله الفلسطينيون عن الأدن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.. وأكثر من القول المليء بالحب والأخوة والخصوصية.