زاد الاردن الاخباري -
في ظل الوضع المعيشي المتردي في سوريا، ظهرت على الساحة الكثير من البدائل الغذائية، أبرزها "بدائل اللحمة" المصنوعة من فول الصويا أو العدس، والذي تُصنع منه أكلات كالكبة واللحمة بالصينية وغيرها.
ومع اقتراب عيد الأضحى لجأ صُنَّاع الحلويات للغش عبر استخدام بدائل للفستق الحلبي وللكاجو، اللذين يعتبران من المكسرات الباهظة، وذلك من أجل تحقيق أرباح عالية على حساب المشتري؛ إذ قد يصل التوفير في بعض أصناف الحلويات إلى ما يقارب الخمسمئة ألف ليرة سورية، وذلك في ظل الارتفاع الكبير لأسعار المكسرات، والأنكى أنه من الصعب كشف الغش؛ إذ إن الطعم البديل يقارب إلى درجة كبيرة الطعم الأصلي.
وعند سؤالنا أحد العاملين في صناعة الحلويات في سوق الميدان الدمشقي عن كيفية تصنيع تلك البدائل قال: امتلأت محلات الحلوبات في دمشق بما يسمى "الفستق الحلبي الكاذب" وهو عبارة عن حبوب بازلاء خضراء يتم تجفيفها ومن ثم طحنها وإضافة بعض المنكهات الصناعية لها.
وأضاف: هناك أيضاً "الكاجو الكاذب" وطريق تصنيعه أكثر تعقيداً من الفستق، لكنها ليست بالصعبة، إذ يتم سلق الفول السوداني إلى درجة محددة، ومن ثم طحنه ومزجه مع بعض المواد ليصبح أشبه بالعجينة، وبعد ذلك يوضع في قوالب شكلها يماثل شكل الكاجو، وأخيراً يتم تعريضها للحرارة في أفران مختصة، وبذلك تأخذ شكلا ولونا وطعما قريبة جداً لطعم الكاجو الأصلي.
"أرباح خيالية"
وأوضح ذاك العامل، أن هذا التلاعب بالمواد الأصلية لصناعة الحلويات يحقق مرابح خيالية للبائعين، فبدلا من شراء كيلو الفستق الحلبي بما يقارب الخمسمئة ألف ليرة سورية، فإن تحضير الفستق الكاذب لن يتجاوز تكلفة الخمسين ألفا، وبالمقابل فإن الكاجو الكاذب يوفر للتجار مبالغ طائلة تصل إلى الأربعمئة والخمسين ألف ليرة لكل كيلو.
ورغم أن معظم أصحاب محلات الحلويات ينفون استخدامهم لتلك البدائل، خوفاً من الرقابة والتموين ولجان حماية المستهلك، إلا أنهم لا ينفون معرفتهم بها، مشيرين إلى أن غيرهم يستخدمها في صناعتهم، وهو ما يؤكد وجود ظاهرة الغش تلك.
يذكر أن أسعار الحلويات التي يتم فيها استخدام الفستق الحلبي والكاجو تبدأ من ثلاثمئة ألف ليرة سورية، ويصل بعضها إلى أكثر من مليون ليرة وذلك حسب إن كانت حبة المكسرات كاملة، أو مبروشة، إضافة إلى بقية المواد الأولية المستخدمة إن كان السمن حيوانياً أم نباتياً، وأيضاً هناك علاقة بالعجينة الأساسية هل هي من السميد أم الطحين أم رقائق العجين، وغير ذلك.