أغلى وأجمل ما في الخطاب السامي لدن ملوكنا الهواشم، الإشارات والرسائل التي تتضمنها حياتهم الغامرة، حيث الكلام ما قلّ ودلّ، والمواقف دائما أبلغ تعبيرا وأثقل وزنا بين الناس، في الحاضر كما في الماضي ومن أجل المستقبل.
في موازين الملوك ومقادير الرجال لكل عمل وكلمة وإشارة رسائلها وقد لمحت في جميع احتفالاتنا الوطنية وليس عيد الجلوس الملكي واليوبيل الفضي فحسب، لمحت قضية مفصلية فيما يعرف بتوجيه الرسائل، التوجيه الاستراتيجي لها. ما يعرف بالإنجليزية ب «مَسِجِنغ» مسألة بالغة التعقيد تدرس من أجلها المساقات في الجامعات المرموقة وتتراكم فيها المعارف والخبرات حتى يتمكن واضع الاستراتيجية من خدمة المنطلقات أو بالأحرى التوجيهات التي تنحصر فيمن يملك أمر إطلاقها وتوجيهها.
لا يتطلب الأمر كثيرا من الدراية ولا حتى الخبرة لقراءة السطر الأول والعنوان الكبير فيما أراده صاحب العيد. أراد أن يقول على امتداد مسيرته المباركة بأن عهدنا واحد كان وسيبقى بأن نكون معا للأردن أولا دائما وأبدا.ما غاب عن مفردات الخطاب السامي في الحفل المبهر في روعة تفاصيله الأردنيةتأكيد جلالة قائدنا الأعلى سيدنا عبدالله الثاني، وحدة القيادة والشعب حيث صارت الأنا نحن، بكل ما في الخطاب الملكي والخلق الهاشمي من اتضاع لا يعرف قدره إلا الكبار. فيديوهات توثيقية ولوحات ميدانية أوجزت -أمس الأول الأحد- ليس فقط مسيرة ربع قرن بل مئوية ونيف من الإنجاز التراكمي الذي نسجه الهواشم والأردنيون خيطا بخيط وأطراف أطرافه الحريرية تطريزا و»تهديبا».
كما الشماغ عقالا وهدبا، شمخ الأردنيون في مشهديّات -لوحات وفيديوهات- لم تقتصر صناعة محتواها الجميل على الجهات الرسمية، بل شاركت بها كل الجهات المعنية، وجميعنا يعنينا في الصميم جميع تفاصيل قصة النجاح الأردنية التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاسد أو حاقد، وقانا الله شرورهم وهداهم إلى سواء السبيل.
ولعل أهم وأجلّ ما تم الاحتفاء به ومن تم الاحتفاء بهم في احتفالات أعيادنا الوطنية ومنها اليوبيل، هي تلك الروح المتقدة حبا وكرامة وعطاء وفداء التي تجلت في الملك والجيش والشعب، كلهم أقانيم لجوهر أردني واحد، قلبا وقالبا. بارك اللهم يا رب، في المحتفلين والمحتفى بهم أجمعين.