ليس هناك اتفاق وإجماع على ما يسـمى بـ\" الإعلام الشبابي\" بين المختصين والمهتمين بالإعلام ، سواء كان في الأردن أو خارجه ، فنجد له تعريفات ومفاهيم عدة ، منها ، الإعلام الذي يتناول قضايا وهموم الشباب ، أو الذي يقوم بمعالجة القضايا بمختلف أنواعها وحالاتها الاقتصادية ، الاجتماعية السياسية برؤيا شبابية ، أو انه الإعلام الذي يهتم بما يتعلق بالشباب بغض النظر عن عمر القائمين على ذلك ،وأيضا عرف البعض بأن الإعلام الشبابي سواء كان المقروء ، المسموع ، المرئي ، أو الالكتروني ، وهو الإعلام الذي يقوم بصياغته من هم في مرحلة الشباب .
وفي الأردن ظهر الإعلام الشبابي بصورة قوية وملفتة خلال السنوات القليلة السابقة وكان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قد وجه مختلف وسائل الإعلام في الأردن بوجوب الاهتمام بالشباب وقضاياهم فقد وجه جلالته رسالة لأسرة جريدة \"الدستور\" بمناسبة مرور أربعين سنة على صدورها ودعا جلالته في رسالته إلى العناية بحرص على قطاع الشباب الأردني الواعد لعرض المشاكل التي يواجهها ومناقشتها لترسيخ ثقافة شبابية جديدة تجسد أفضل القيم الأردنية ، قائلا:\" الصحافة الوطنية والمسؤولة تستطيع أن تكون منبرا حرا ومسؤولا للتعبير عن طموحات الشباب وهمومهم وتوجهاتهم المستقبلية ، كما يمكن أن توفر وسيلة لنشر أفكارهم والتعبير عن مواقفهم بجرأة وبصراحة وشفافية دون قيود أو معوقات لصنع حراك إعلامي شبابي تحرص على رعايته مؤسساتنا الإعلامية الوطنية ونحن على ثقة أن «الدستور» وزميلاتها الصحف الأخرى ستكون على قدر مسؤولية رعاية الشباب الأردني والالتفات إلى همومه وتناول قضاياه \".
وكون المجتمع الأردني هو مجتمع فتي \" شبابي\" ، فقد كان التوجه إلى الاهتمام في الشباب في مختلف مواقعهم ومناطقهم ، والتركيز على ما يهمهم ومعالجة قضاياهم من خلال الإعلام سواء في البرامج التلفزيونية أو الإذاعية أو تخصيص صفحات للشباب في الصحف المحلية أو من خلال ما ينشرونه في المواقع الالكترونية .
ولقد كان تفاعل المجتمع الأردني بشكل كبير مع هذه الشريحة الشبابية والتي تعنى بالإعلام ، فأصبح المجتمع يتابعهم ويهتم لأطروحاتهم ،ويشجعهم بمختلف الطرق ، ولقد كان ذلك لأسباب عديدة ، أولها ، أن الشباب بطبيعتهم يتمتعون بالحيوية والنشاط الكبير الذي لا يمل ، فتجدهم لا يكلون أو يتعبون ويبحثون دوما عن التميز والتجديد ، وثانيهما ، أن الشباب يخاطب الناس ببساطة وبلغة مفهومة ، دونما التطلع إلى النظرة النخبوية ، مع مراعاة المهنية وإيصال المعلومات الصحيحة وإبداء الرأي والرأي الآخر والنقد البناء ، وثالثا هذه الأسباب ، أسلوب وطريقة الطرح المختلفة ، فلقد تعود المجتمع على طريقة معتادة في الإعلام بحيث أصحبت هذه الطرق كلاسيكية وقديمة ، ولكن الشباب استثمر خبرات القدامى ووظفها بطريقته الخاصة ، بحث ترك له بصمة وأسلوب خاص تمتع به ، مع العلم أن غالبية من يعملون في الإعلام الشبابي ، عمرهم الإعلامي بسيط مقارنة مع غيرهم ممن يعملون منذ فترات ولكنهم لم يطوروا أنفسهم .
وأما الصدق والشفافية والموضوعية ، فهو رابع أسباب تفاعل المجتمع مع الإعلام الشبابي ، فالعاملين في هذا القطاع ، يتمتعون بالصدق والشفافية من خلال ما يطرحونه من قضايا ، وكذلك فان تناولهم للقضايا والمواضيع يكون بطريقة موضوعية ومحايدة .
هذه الأسباب وغيرها تدعو الإعلاميين الشباب كونهم الشريحة التي تتبلور بعد ، كما نريدها ولم تكتسب الحيوية بعد ، فما زال الطريق أمامهم طويلة ، فيجب عليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية متحلين بالصفات المهنية دون أي تأثير عليهم ، أو ضغوطات تواجههم ، وعدم تأثير انطباعاتهم واتجاهاتهم الفكرية في عملهم ، واستغلال الفرصة لإثبات قدراتهم ومواهبهم ، وتسليط الضوء على المواهب ودعمهما ، والخروج على المألوف ، ومحاولة للابتكار والتطلع نحو آفاق جديدة ، ضمن معايير تراعي العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية ، وان تكون الجرأة عنوان لعملهم ، بطريقة ناضجة ومدروسة .
Abdullah_alhsaan@yahoo.com