زاد الاردن الاخباري -
أجمع سياسيون، أن مؤتمر الاستجابة العاجلة الذي استضافه الأردن بتنظيم مع جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة والذي جاء بحضور دولي وأممي واسع، شكل نقطة فارقة في حشد الجهود الدولية لإغاثة غزة فضلا عن أنه لم يكن مؤتمرا إغاثيا بل حقق أهداف سياسية بإطلاع العالم على ما آلت إليه الأوضاع في غزة جراء الحرب الإسرائيلية الشعواء على غزة.
وأكدوا، أن المبادرة الأردنية المصرية بعقد هذا المؤتمر يجسد الجهد الكبير للبلدين بمساريها السياسي والإغاثي وكونهما يتحملان عبئا ثقيلا ليس منذ حرب السابع من أكتوبر الماضي بل في ضوء التنسيق التاريخي بينهما دعما للحق الفلسطيني المشروع.
من جانبها، أشادت أستاذ العلوم السياسية رئيس قسم بحوث وقياسات الرأى العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة الدكتور حنان أبو سكين، بمبادرة الأردن بعقد هذا المؤتمر الهام الذي جاء بتنسيق مع مصر والأمم المتحدة كونه يأتي في ظل استكمالا لجهود البلدين الأردن وتنسيقهما المشترك بشكل مستمر والبحث عن آليات جديدة لإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية وتجلى هذا في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات التي بادرت به الأردن وشاركت فيه مصر وعدة دول أخرى.
وأشارت أبو سكين في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إلى أن ما تمخض عن المؤتمر من مخرجات هامة سيكون له الأثر البالغ في إغاثة أهل غزة وهو ما لمسه الجميع في كلمات جلالة الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة الدول المشاركة، أن هناك حرصا شديدا على إدخال المساعدات دون أي تأخير، منوهة بأن المؤتمر جاء فرصة مهمة لحشد الزخم الدولي للاعتراف بفلسطين في ضوء مشاركة الدول التي اعترفت مؤخرا، وخطوة محفزة لانتهاج مثل هذه الخطوات الإيجابية للاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين .
ولفتت رئيس قسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، إلى المخرجات الدبلوماسية للمؤتمر من بينها أهمية التوقيت لتتكامل المخرجات مع جهود وقف إطلاق النار بقرار مجلس الأمن الذي يقضي بضرورة وقف إطلاق النار عبر ثلاث مراحل، كما ركز على ضرورة إنفاذ المساعدات بشكل مستدام وكاف دون انتظار وقف اطلاق النار في ظل المجاعة الذي يعيشها الشعب الفلسطيني .
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة الدكتور أحمد يوسف، أن مؤتمر الاستجابة العاجلة الذي استضافه الأردن يعد خطوة مهمة للغاية جاءت نتاجا للتنسيق الأردني المصري المتطابق في المواقف والرؤى تجاه القضية الفلسطينية، لافتا إلى أهمية مخرجاته المهمة.
وقال يوسف، إن التنسيق الأردني المصري ملمح ثابت من ثوابت السياسة العربية تجاه الوضع في غزة والضفة الغربية كون البلدين صاحبتا مكانة خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية كدول جوار ونظرا للتلاصق الحدودي وفي ضوء الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات في فلسطين والإشراف المصري لفترة طويلة على غزة ما قبل عدوان 1967م،
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن التنسيق الأردني المصري بشأن الأوضاع الفلسطينية بشكل عام يحظى بأولوية كبيرة لدى الأردن ومصر، وأصبح التنسيق أكثر أهمية وبشكل مستمر ومكثف بعد حرب السابع من تشرين الأول الماضي، حيث وقفتا بحزم أمام مخطط التهجير القسرى الذي كان ولازال يسعى لتنفيذه الاحتلال الإسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية والذي يستهدف تهجير أهل الضفة الغربية باتجاه الأردن وأهل غزة باتجاه سيناء بمصر .
ومن جانبه، قال المحلل السياسي أيمن الرقب، أن مؤتمر الاستجابة الطارئة حقق أهدافه بنجاح والتي عقد من أجلها بحشد أكبر دعم وتأييد لإغاثة غزة، وإطلاع الدول على المأساة الكارثية التي تعيشها غزة فلم يكن فقط مؤتمرا للإغاثة ولكنه جاء سياسيا بامتياز.
وبحسب الرقب، فقد أكد المؤتمر على الأهمية الملحة للإغاثة وفتح المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية وإعادة إعمار غزة، فضلا عن فتح آفاق سياسية، لوقف الحرب، لافتا إلى ما تضمنته كلمات قادة ورؤساء الدول المشاركة في المؤتمر حول دعم غزة وتوفير دعم سياسي والاعتراف بدولة فلسطين . هذا المؤتمر، توفير دعم مالي وإعمار غزة والاغاثة بشكل عاجل بعض الدول أقرت دعم سخي لغزة .
وأشار إلى أن تنفيذ مخرجات المؤتمر والتي تقضي بسرعة إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة دون انتظار لابد وأن يتوفر به البيئة المواتية بوقف إطلاق النار وفق القرار الأممي 2735 الصادر مؤخرا لمجلس الأمن.