زاد الاردن الاخباري -
نشر "حزب الله" اللبناني، الثلاثاء، مشاهد مصورة بواسطة طائرة استطلاع جوي، لمناطق في شمال فلسطين المحتلة وميناء حيفا، بعدما عادت بها طائراته دون أن يرصدها جيش الاحتلال.
ويظهر في المقطع المصور ومدته 9 دقائق ونصف، صور لمواقع حساسة في حيفا، من بينها ناقلات نفط وطاقة في عرض البحر، ومحطات كيميائية وبوارج بحرية، إلى جانب قواعد عسكرية.
وفي هذا السياق، قال الأكاديمي والخبير الاستراتيجي اللبناني، علي دربج، إن"المقاومة الإسلامية في لبنان تمتلك الكثير الكثير حتى ينقطع النفس من أوراق القوةّ العسكرية والقدرات الحربية التي لم تكشف عنها بعد".
وأضاف دربج في تصريح أنه "منذ الأيام الأولى لبدء معركة طوفان الأقصى وقيام المقاومة الإسلامية في لبنان بالانضمام إلى هذه المعركة للدفاع عن جنوب لبنان ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، اعتمدت المقاومة استراتيجية عسكرية عنوانها الغموض العسكري".
وأشار إلى أن "هذه الاستراتيجية مبنيّة على أن المقاومة في لبنان لم ولن تكشف عن قدراتها مرةً واحدة، إذ أنها إستخدمت في بداية المعركة صورايخ تقليدية، وبعدها ضمّت صورايخ جديدة مثل صاروخ الفلق، وألماس 3، وانتهاءً بالكم النوعي والكميّ لعدد المسيّرات التي فعلت فعلها".
ورأى الخبير الاستراتيجي أن "ما كشفته المقاومة اليوم من مشاهد وقدرات هي مفاجأة لم تكون الأولى ولن تكون الأخيرة".
واعتبر أن "الرسالة التي يودّ حزب الله توجيهها إلى الكيان الصهيوني هي أن المقاومة الإسلامية في لبنان على علم ودراية بكل ما تحتويه المناطق الشمالية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، من كريات شمونة وصولاً إلى حيفا وما بعد حيفا".
وأشار إلى أن "المواقع والمناطق التي رصدتها طائرة المقاومة باتت أهدافاً مصفّرة، أي أن المقاومة اخذت إحداثياتها بدقّة، وهي بانتظار كبسة الزر، وبانتظار أوامر القيادة".
ولفت إلى أن "لدى حزب الله قدرة تدمير هائل جداً جداً، لن تقل أهمية عن ما سيفعله الكيان في حال إندلاع حرب شاملة مع لبنان".
وأشار إلى أن "المقاومة على دراية كاملة ليس فقط بالأهداف المدنية، بل أيضاً بالأهداف الـ"سوبر استراتيجية"، وهي أهداف نوعية".
وأضاف أن "المقاومة باتت تمتلك قدرات دول، وما دخول وخروج المسيّرة إلى أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة ورصدها الأهداف بدقّة عالية دون أن ترصدها الأجهزة الإسرائيلية والاقمار وغيرها ما هو إلا إنجاز نوعيّ إضافي يسجل لصالح المقاومة".
وأشار إلى أن"المقاومة لديها تفوّق استخباراتي، ولديها القدرة العالية على جمع المعلومات، وأظهرت المشاهد أن الحزب بات يعرف ويعلم وملمّ جداً بمعرفة كل صغيرة وكبيرة داخل الكيان الصهيوني".
ولفت إلى أن"توقيت بث الفيديو، يتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، وهي رسالة ردعيّة بإمتياز".
هذا وأوضح "حزب الله" أن مقطع الفيديو صورته مسيرات تابعة له، تمكنت من "تجاوز وسائل الدفاع الجوي للعدو وعادت دون أن يتم كشفها".
وقالت وسائل إعلام "إسرائيلية" من جهتها، إن "الوثائق الجديدة التي نشرها حزب الله اللبناني أكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب وفيها يمكن رؤية حيفا".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و372 شهداء، وإصابة 85 ألفا و452 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.