يصنف الخبراء والمختصون الفساد الإداري على أنة من اخطر أنواع الفساد على الإطلاق ، فهو الحضن الدافئ والحاضن لكل الأنواع الأخرى ، والتي تأتي كتحصيل حاصل لهذا النوع .
لذلك شبة بالمرض الخبيث عافنا الله وإياكم حيث ينتشر هذا المرض المجتمعي الخطير كالنار بالهشيم وهو سلاح فتاك و خطير جداً وحصيلته هي الخراب والدمار للبلاد والعباد اذا ما انفلت من عِقاله .
وما لم تستنفر لمكافحته ومحاربته كل الطاقات والإمكانات وقبل كل هذا وذاك النية الصادقة في مكافحة هذا البلاء والذي اذا ما استفحل وتمكن من أي مجتمع فأنة مدمر لمقومات المجتمع ولأركان الدولة ومرتكزاتها وقواعد ثباتها وعلى هذا فأنني بكل التواضع أضيف الى هذا التصنيف لأقول ان هذا النوع من الفساد هو العدو الحقيقي لكثير من الدول والشعوب ولا اغالي اذا ما قلت انة يحتاج الى حالة من النفير العام والى وضع كل الإمكانات للدولة في حالة استنفار و طوارئ للحد من انتشار هذا اللعين حماية للأوطان ومقدرات الشعوب حيث يضعِف الدولة ويجعلها كيان هزيل وهش كما يؤدي الى كثير من العلل والأمراض بسبب الفقر التي تفت في عضد المجتمع من خلال الاستنزاف المتعمد و المفرط للمال العام الذي يشكل العصب الرئيس لقوة الدولة والمجتمع وهو المصدر الرئيس لمعالجة حاجات الناس ومقومات دولتهم وعوامل قوتها .
وبسبب هذا النزيف ايضاً المتأتي من الفساد الأداري والذي يؤدي بالمال العام المنهوب نحو جيوب حفنة من السارقين أعداء الوطن والمجتمع وهؤلاء لا يقلون بأي حال خطراً عن أي عدو او عدوان خارجي يستهدف تحطيم الدولة وتدمير كيانها وذبح مواطنيها بل أنة جريمة كبرى يجب ان لا يتم التهاون بها وان تصنف ضمن قوائم الجرائم التي تمس بالأمن الوطني والخيانة العظمى و الإرهاب الحقيقي للمجتمعات وللدول خاصة منها الدول الفقيرة والتي نحن جزء منها حيث الشح بالثروات والموارد والإمكانات المادية المتواضعة .
ولأن الإدارة في أي مكان وزمان هي المحرك الرئيس لعجلة الدول والحكومات ممثلة بمؤسساتها والتي تمثل قواعد الدولة حين يناط أمر هذه الإدارات لمن هم اصغر من وظائفهم ومواقعهم وكما يقال لا يملئون كراسيهم التي يجلسون عليها بصدقهم وانتماءهم وكفاءتهم والمبتلون بضعف النفس وغياب الدين والخلق والنزاهة عن هؤلاء فأذا ما كانوا مبتلون فمن غير الحكمة والمنطق ان نبتلي فيهم مؤسسات الوطن ورقاب الناس
ولأن النفس البشرية إمارة بالسوء وان كثير من الأخلاقيات والقيم الإنسانية. هي أمور يصعب فحصها والتأكد منها لكن هذا لا يمنع ان الخيرون لهم تاريخ يمكن ان ُيسترشد به ومن خلاله على مكنونات هذا الشخص ومن قبل الخيرون لا من قبل الشواذ والمنحرفون الذين لا يجدون أنفسهم إلا في أحضان الفساد والفاسدين فتجدهم يزكون الفاسدين لتثبيت إقدامهم والطعن بالشرفاء للتخلص منهم حيث يمنعون فساد هؤلاء كي نصل إلى أهل العلم والكفاءة والقدرات البشرية التي تخول الإنسان من القيام بالواجبات والمهمات التي تتواءم وقدراته العلمية والخبرات العملية فهذه ليست بالمهمة الصعبة في اختيار من يتبوءون هذه المؤسسات من خلال التنافس الشريف والعدالة في إعطاء الجديرون بهذا وفتح الباب للتنافس بين أبناء الوطن جميعاً لوصول الأكفأ منهم لقيادة هذه المؤسسات وان نبتعد عن الشللية والمحسوبية وسياسات الاسترضاء او البحث دوماً عن الجهلة حيث تسهل مهمة السيادة عليهم من قبل من هم اكبر منهم بالوظيفة العامة ...