زاد الاردن الاخباري -
ارتفع سعر أجهزة الاستنشاق للربو بأكثر من الضعف وسط الندرة والتكاليف الإضافية بعد خروج شركة غلاكسو سميث كلاين من السوق النيجيرية في عام 2023.
عندما علمت غلوريا موفيفولوا في مارس/آذار بارتفاع أسعار أجهزة الاستنشاق في نيجيريا، لم تفكر كثيرا في الأمر.
في الأسبوع التالي، عندما خرجت إلى مدينة إبادان لتشتري بديلا لجهاز الاستنشاق القديم فنتولين، أصيبت غلوريا -المريضة بالربو- بالصدمة عندما رأت أنها لم تكن متوفرة في العديد من الصيدليات كانت غير متوفرة، وأن المكان الوحيد الذي كان متاحا لها باعها مقابل 7500 نايرا (5 دولارات)، أي أكثر من ضعف مبلغ 2800 نايرا (1.86 دولار) التي كانت قد دفعتها قبل أشهر.
كانت هذه القفزة في الأسعار -التي أعقبت مغادرة شركة غلاكسو سميث كلاين من نيجيريا- بمثابة صدمة للطالبة الجامعية البالغة من العمر 24 عاما التي تكسب القليل من المال من خلال تصميم الملابس. وكانت التأثيرات المتتالية أسوأ.
في الشهر الماضي، بينما كانت غلوريا وحيدة في غرفتها في النزل الجامعي ومنشغلة بالأفكار المتعلقة بالتحديات الاقتصادية التي تواجهها، بدأت تعاني من فرط التنفس وتكافح من أجل التقاط أنفاسها.
وكانت زميلتها في الغرفة بعيدة ولم يكن هناك من ينقلها إلى المستشفى. كل ما كانت بحوزتها هو جهاز استنشاق إيرولين Aeroline، الذي أوضحت أنه لا يعمل بالسرعة نفسها لجهاز فينتولين Ventolin الذي تكافح الآن للحصول عليه.
أدت ندرة الأدوية وارتفاع الأسعار إلى إجهاد مرضى الربو مثل غلوريا، مما أدى إلى إنهاء سلسلة من الأحداث التي بدأت في مايو/أيار 2023، عندما تم انتخاب بولا تينوبو رئيسا.
خلال حفل تنصيبه، أعلن تينوبو رفع دعم الوقود، مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في أسعار البنزين. كما أثر ذلك على تكلفة مختلف السلع والخدمات وساهم في ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 27%. وكانت الآثار الاقتصادية التراكمية قاسية، وخاصة بالنسبة للفئات الضعيفة، بما في ذلك الطلاب وذوو الدخل المنخفض.
وتفاقمت الصعوبات عندما دفعت السياسات النقدية للرئيس النايرا إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار، مما أدى إلى مزيد من الاتجاه الهبوطي حيث ناضل المصنعون لتحقيق أهداف الإنتاج.
وسط فترة الانكماش الاقتصادي -التي تضمنت تقلبات سعر الصرف وانخفاض الإيرادات والتدهور العام في مناخ الاستثمار في نيجيريا- خرج عدد كبير من الشركات من البلاد، بما في ذلك الأدوية الدولية.
ومن بين الشركات التي غادرت الشركة البريطانية غلاكسو سميث كلاين GlaxoSmithKline (GSK)، التي توقفت عن العمل المباشر في نيجيريا في آب/أغسطس 2023 وانتقلت إلى نموذج يتم فيه توزيع أدويتها عبر طرف ثالث.
وقال دان سميث، المتحدث باسم شركة غلاكسو سميث كلاين: "نعتقد أن الانتقال إلى نموذج توزيع طرف ثالث، وهي إستراتيجية قمنا بتنفيذها بنجاح في أسواق أخرى، سيمكن من الوصول بشكل أكثر استدامة إلى الأدوية واللقاحات الخاصة بنا للمرضى في نيجيريا بما يتماشى مع إستراتيجيتنا العالمية".
لكن الأطباء والمرضى النيجيريين الذين تحدثت إليهم الجزيرة قالوا إن رحيل شركة غلاكسو سميث كلاين ساهم في ارتفاع الأسعار وزيادة ندرة بعض الأدوية. وباعتبارها موردا رئيسيا لأجهزة الاستنشاق، بما في ذلك النوع الذي تعتمد عليه غلوريا فإن خروج الشركة لم يكن خبرا جيدا لمرضى الربو.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لا يمكن علاج الربو ولكن العلاجات الشائعة مثل استخدام أجهزة الاستنشاق التي توصل الدواء إلى الرئتين تسمح للمرضى بأن يعيشوا حياة طبيعية ونشيطة.
توصي منظمة الصحة العالمية بأن يحصل الأشخاص المصابون بالربو على الرعاية الصحية المناسبة، ولكن في البلدان النامية مثل نيجيريا، يكون الوضع معقدا. وقد تفاقم هذا الأمر بسبب خروج شركات مثل غلاسكو سميث كلاين.
في حين أن أجهزة استنشاق الربو كانت متاحة بسهولة وبأسعار معقولة عندما كانت الشركة موجودة، إلا أن الكثيرين يجدون الآن أن الدواء بعيد المنال. ورغم وجود خيارات بديلة، تعتمد نيجيريا إلى حد كبير على الأدوية المستوردة، مما يعني إضافة تكاليف تشغيلية عالية إلى الأسعار التي يتحملها المستهلكون.
بالنسبة للمريض العادي، يستمر استخدام جهاز الاستنشاق حوالي شهرين، اعتمادا على الاستخدام، مما يجعله تكلفة عادية باهظة الثمن في بلد يبلغ الحد الأدنى للأجور الشهري فيه 30 ألف نايرا (حوالي 20 دولارا).