زاد الاردن الاخباري -
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية تحليلاً تناول أسباب عدم هزيمة حركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة حتى الآن، على الرغم من مرور 9 أشهر على العدوان الإسرائيلي، موضحة أن حماس تسكن الأنفاق وتجري المناورات بداخلها، وتحافظ على تسلسلها القيادي، وتحشد قواتها، وتحتفظ بالأسرى تحت الأرض.
وقالت "جيروزاليم بوست"، إن الإحباط الشعبي المنتشر بسبب الحرب، يتعلق بعدم قدرة إسرائيل على إلحاق الهزيمة بحماس، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل نشرت قواتها على الأرض في غزة ونفذت مناورة عسكرية ضخمة تكاد تكون بلا حدود من حيث الموارد أو الوقت، إلا أن حماس لا تزال صامدة بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت ببنيتها التحتية المسلحة، ورغم التفوق الجوي والبحري والبري للجيش الإسرائيلي، مستطردة: "كل هذا لم يؤد إلى انهيار حماس".
خيارات غزة
وقالت الصحيفة إن إسرائيل عانت معضلة غزة طوال سنوات، ومن بين الخيارات التي حددها المسؤولون الأمنيون، والتي كان من بينها سيطرة جيش الاحتلال على السلطة كأحد الخيارات الأخيرة، إلا أن التحفظات تشير إلى أن احتلال قطاع غزة سيتسبب بكلفة باهظة في الأرواح البشرية، فضلاً عن فوضى في القطاع.
ورأت أنه كان من المستحيل تصور أو توقع هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) قبل وقوعه، كذلك كان من المستحيل التصور أن أقوى قوة عسكرية في المنطقة والتي سبق لها أن هزمت عدة جيوش في 6 أيام، لن تتمكن من هزيمة تنظيم مسلح محلي.
أنفاق حماس
وعن أسباب عدم هزيمة حماس حتى الآن، قالت إن الجواب المفاجئ الذي كان تحت أعين الإسرائيليين باستمرار هو "الأنفاق"، علاوة على التفوق الذي اكتسبته حماس تحت الأرض، موضحة أنه تم حرمان الحركة من كافة المزايا النسبية الأخرى التي كانت قد اكتسبتها بسبب الإخلاء المكثف.
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن الحركة تسكن الأنفاق وتجري فيها مناورات، وتحافظ على تسلسل قيادي، وتحشد القوات المسلحة، وفي الوقت نفسه تستخدم الأنفاق كقلعة، وتستمر في حفر أنفاق جديدة أثناء القتال، وهذا هو مصدر قوتها وسبب بقائها.
فشل إسرائيلي
ورأت أنه بدون الأنفاق، ربما كانت الحرب قد انتهت بالفعل في أكتوبر، وعلى الرغم من أن إسرائيل تعمل أيضاً في الأنفاق، إلا أنها لا تبقى فيها بشكل دائم ولا تسعى للسيطرة تحت الأرض بشكل كامل، وتتجنب إدخال قوات كبيرة إليها، حيث تقوم بعمليات صغيرة نسبياً.
وأوضحت أنه على الرغم من أن إسرائيل تتمتع بنجاحات تكنولوجية عسكرية وأمنية عالية المستوى، لكنها لم تكن مستعدة بشكل كبير للحرب تحت الأرض، سواء فيما يتعلق بالأسلحة، أو الأفراد المدربين أو العقيدة القتالية، لافتة إلى أن إسرائيل لا تمتلك ناقلات جنود مدرعة تتحرك تحت الأرض، ولا قوة للأنفاق، ولا الموارد اللازمة لمحاربة العدو المتواجد بداخلها.
واستطردت الصحيفة: "طالما أن إسرائيل لا تمتلك هذه القدرات، فمن المحتمل أنها لن تتمكن من هزيمة حماس، وسوف تضطر إلى الاكتفاء بمحاصرتها وحرمانها التحرك فوق الأرض".