يوم يكرر ذاته كل عام، ليس فقط لمن يتجه أبناؤهم لأداء امتحان الثانوية العامة «التوجيهي» إنما حال عام، تتجه به الأنظار نحو هذا الامتحان ومن سيؤديه، وكيف سيؤديه، علاوة على الحديث الذي لا يكاد يخلو من أي مجلس ولا أي مكان عام أو خاص حول الأسئلة والاستعدادات، وكيف سيكون هذا العام، وكيف سيختلف العام القادم عن العام الحالي في ظل إعلان وزارة التربية والتعليم عن بدء تطبيق نموذج جديد للامتحان، وغير ذلك من جدليات «التوجيهي» التي نعيشها جميعا عاما تلو الآخر.
اليوم.. توجيهي، حيث يبدأ عند العاشرة صباحا امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024، ويتوجه 146133 مشتركا ومشتركة لتقديم الامتحان في ورقة مبحث التربية الإسلامية، وقد حمل كل هؤلاء الطلبة معلوماتهم ودراستهم للمادة، إضافة للتعليمات والإرشادات التي كانت قد وجهتها وزارة التربية والتعليم لغاياتٍ تنظيمية وارشادية وبالطبع للتسهيل على الطلبة وتوفير الظروف المناسبة لأداء الامتحان، سيما وأنه يأتي في وقت تشهد به البلاد مرتفعات جوية تؤدي لارتفاع كبير على درجات الحرارة.
يوم، يرى به الكثيرون، إن لم تكن ثقافة مؤصّلة في أذهاننا جميعا، يوما مصيريا، وامتحانا يحدد به مستقبل الطلبة، وذويهم، ما يجعل منه حالة استثنائية في خوضه، وأدائه، والتعامل مع أيامه، وتفاصيله، ونظرا لهذه الاستثنائية فإن وزارة التربية والتعليم تعدّ له العدّة منذ سنة، بالكثير من الترتيبات والإجراءات والتفاصيل لجهة قاعات الامتحان، والأسئلة والتصحيح، وغيرها من تفاصيل ضخمة تعمل عليها الوزارة منذ أشهر وصولا ليوم التوجيهي، حيث تبدأ الامتحانات بكل سهولة وتنظيم، وتنتهي بنجاح لعمل استمر عاما، من الوزارة وكافة الجهات ذات العلاقة.
وزارة التربية والتعليم كانت قد أعلنت عن عدد من الإرشادات والرسائل التي تسهم في الحفاظ على سلامة سير الامتحان، وحتما كافة الطلبة يتجهون نحو امتحانهم اليوم وخلال الأيام القادمة وقد استعدوا واطلعوا على هذه الإرشادات التي هي في مجملها لصالحهم، وتسهيلا لهم، وعليهم، والتقيد بها سيجعل من امتحاناتهم تسير بشكل صحيح ودقيق، ومنظم، وعدم القيام بأي مخالفات، ما يجعل من الأمور تسير بشكل منظم وتوجيه الاهتمام للامتحان وأدائه فقط، بعيدا عن أي تفاصل أخرى هامشية.
كل أمنيات التوفيق لطالبات وطلاب التوجيهي، ودعوات النجاح والتفوّق لهم، على أمل أن ينظروا لامتحان اليوم، وباقي الامتحانات بعين الاهتمام لتحقيق النجاح دون أي مبالغة أو اضطرابات نفسية وصحية التي تصيب بعضهم، والنظر لهذه الأيام على أنها مرحلة جميلة تمضي ليأتي بعدها مرحلة أجمل بإذن الله، ونتيجة لتعبهم في الدراسة وتحقيق نتائج تعليمية ناجحة، مرحلة تفتح بابا جديدا لحياة جديدة، ليست صعبة، لكنها تحتاج جهدا دراسيا فقط، وكل دعواتنا بالنجاح لطلبة التوجيهي.