زاد الاردن الاخباري -
يفخر مركز محو الأمية في جمعية وقاص الخيرية بلواء الأغوار الشمالية بأنه يضم بين طالباته أكبر طالبة محو أمية في المملكة ما زالت تواظب على متابعة دروسها في المركز للسنة الثانية على التوالي.
ولم تمنع سنوات الحاجة فضة خليل البشتاوي الـ(89) وانحناء ظهرها من أن تواصل السير بخطى ثابتة ظهيرة كل يوم إلى جمعية وقاص غير عابئة بلهيب شمس الغور أو البرد أو نزعة الجسم إلى الراحة والسكون ، لتنهل العلم وتروي عطشها وشغفها وحبها للتعلم والتنور بقامة شامخة كأنها سنديانة زرعت قرب ضريح الصحابي الجليل عامر بن أبي وقاص رضي الله عنه مسطرة أروع مثل بان تلقي العلم من المهد إلى اللحد ديدن المسلمين رجالا ونساء.
"الدستور" زارت الحاجة فضة في منزلها المتواضع برفقة معلمتها يسرى الظهيرات حيث قالت انها ولدت في بلدة بيسان على ارض فلسطين المحتلة عام 1921 وتركت أرضها هناك ايام حرب عام 1948 وسكنت في بلدة وقاص وبقيت تساعد زوجها بالعمل في مزارع البلدة ، حيث زاد حملها بعد وفاة زوجها عام 1968 واستمرت بالعمل لتساعد أبناءها وبناتها الثمانية.
وأضافت أنها طيلة حياتها كانت تحلم بتعلم القراءة والكتابة إلا أن ظروفها المعيشية الصعبة حال دون ذلك ، مشيرة إلى أنها رأت في منامها أنها تقرأ القرآن الكريم مما دفعها في اليوم التالي للذهاب إلى مركز محو الأمية في البلدة وتسجيل اسمها كأكبر طالبة تدخل مراكز محو الأمية في المملكة.
وتضيف "الطالبة أم يوسف" ، وهو الاسم المحبب لها ، "شجعت بعض جاراتي من كبيرات السن على ضرورة التسجيل بالمركز وعدم تفويت نعمة القراءة والكتابة ليتمكن من معرفة ما يدور حولهن ولقراءة القرآن الكريم والعبادة بالشكل الصحيح". وقالت "الحمد لله أنني أصبحت أقرأ القرآن الكريم وحفظت بعض السور" ، مؤكدة أنها ستستمر بالتعلم في المركز طيلة حياتها ما دامت قادرة على ذلك.
وبينت الحاجة فضة أنها وبعد عودتها من المركز تقوم بمراجعة دروسها مع أبنائها وبناتها وأحفادها وزميلاتها اللواتي يدرسن معها وتحضير دروس اليوم التالي ، منوهة إلى أن حياتها تغيرت إلى الأفضل بعد التحاقها بمركز محو الأمية.
وحثت أم يوسف جميع الأميين والأميات ، بغض النظر عن السن والموقع الاجتماعي ، على سرعة الالتحاق بمراكز محو الأمية وعدم تضييع مزيد من العيش في الجهل والظلام ، مطالبة وزارة التربية والتعليم بشمول المراكز بالتغذية أسوة بمدارس المملكة ، ومقدمة الشكر إلى معلمتها يسرى الظهيرات التي تعتبرها ابنة لها وتحترمها كونها معلمتها التي تقدم كل ما بوسعها لتعليمها وزميلاتها.
وعبرت المعلمة الظهيرات من جهتها عن اعتزازها بالحاجة أم يوسف وزميلاتها الأخريات ، مشيرة إلى أن عدد السيدات اللواتي يدرسن في المركز بلغ (12) سيدة أصغرهن تبلغ من العمر (45) عاما.
ولفتت إلى أن إحدى الدارسات البالغة من العمر 55 عاما هي اليوم في الصف التاسع وأنها سوف تستمر في دراستها بما تسمح لها القوانين والنظم والتعليمات. وقالت ان تصميم الحاجة فضة وزميلاتها على الدراسة وتعلمهن أصول القراءة والكتابة بسرعة شجعها على بذل كل ما تستطيع من تقديم كل المساعدات لهن ، مضيفة أن إدارة الجمعية ومديرية تربية الأغوار الشمالية تقدمان الدعم الكامل للمركز.
الدستور - زعيم العيادي