زاد الاردن الاخباري -
ألقت أعمال العنف التي تعرّض لها لاجئون في مدينة قيصري، جنوبي ، بظلالهما على الشمال السوري الذي شهد اشتباكات بين مسلحين موالين لأنقرة وبين قوات تركية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وجاءت الاشتباكات أيضًا بالتزامن مع بدء مفاوضات بين دمشق وأنقرة لتطبيع العلاقات بينهما تستضيفها بغداد.
وبدأت جهود روسية وإقليمية، في تحقيق المصالحة بين الدولتين، وظهرت بوادرها الأولى في افتتاح بعض المعابر الفاصلة بين مناطق المعارضة السورية المدعومة من تركيا ومناطق الدولة السورية، ومنها معبر أبو الزندين.
ورغم أن الفصائل المسلحة السورية الموجودة في ريف الشمالي، ممولة من تركيا، إلا أنها هاجمت معبر أبو الزندين بعد افتتاحه، مطالبة بإغلاقه أو الإشراف بشكل مباشر عليه.
وتبدو خريطة السيطرة متشابكة في تلك المنطقة، ففي الشمال الشرقي، توجد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المعادية لتركيا، وقريبًا منها تنتشر الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة، لكنها تشتبك معها اليوم.
ويقابلهما مناطق الدولة التي يسعى جيشها إلى بسط سيطرته على كامل البلاد.
هل تبدل التفاهمات السورية التركية الخريطة على الأرض؟
وتشعر الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، بأنها قد تكون ضحية لأي تقارب سوري تركي، بدأت بوادره العسكرية الأولى، بالظهور على الأرض عبر افتتاح المعابر.
ووفقًا للأنباء المتداولة، فإن انتقال التفاهمات الميدانية السورية التركية، إلى لقاءات سياسية وارد في أية لحظة.
الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية في شمال شرق سوريا، صالح مسلم، قال : "من الناحية السياسية، انكشفت الحقائق بالنسبة لتلك الجماعات المسلحة، وكيف تستخدمها تركيا كمرتزقة هنا أو هناك".
واستدرك مسلم:" لكننا نرحب بكل تقارب سياسي يمكن أن يتم بيننا، أما الموضوع العسكري، فهو من اختصاص قوات سوريا الديمقراطية على الأرض".
ويرى مسلم، أن "انتماء معظم الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، إلى فصائل جهادية يجعل الأمر ضبابيا حتى الآن"، مشيرًا إلى أن "هذه المجموعات عبارة عن بقايا من تنظيمات مثل جبهة النصرة وأحرار الشرقية وغيرهما من التنظيمات الجهادية التي تحاربنا".
وقال: "لكننا نرجو أن ينضموا للحل السياسي، وفي هذه الحالة نرحب بهم".
من جهته، يرى أن المحلل السياسي طارق الأحمد، أن تلك الفصائل شعرت بأنه "غرر بها طيلة سنوات من الانشقاق عن الدولة ومحاولة تدميرها أيضاً، بعد أن عادت الدولة التركية إلى المبدأ البسيط لحسن الجوار والتنسيق مع الدولة السورية".
وقال الأحمد، ل، إن "تلك القوى المدعومة من تركيا، أصبحت قوى مشردة، وإن ما تقوم به، اليوم، من تظاهرات أو اشتباكات مع الجيش التركي، ما هو إلا ردة فعل على الخيبة التي مُنيت بها".
وأضاف :"عندما تكون هناك إرادة من الدولة التركية، لن تتمكن تلك الفصائل من فعل شيء، لأنها صنيعة مخابراتها وتلتزم بأوامرها، وإمكانية حدوث تحالف بين تلك الفصائل وقسد المعادية لتركيا، ضرب من الخيال".
مشكلة المسلحين الأجانب
ويحضر المقاتلون الأجانب، بشكل كبير بين المجموعات المسلحة التي تدعمها تركيا في الشمال السوري، خاصة إدلب، وهو ما يعد عقبة أمام أي تفاهم مستقبلي، خاصة أن جميع الدول ترفض وجودهم على أراضيها.
ويتساءل الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم إن "كانت تركيا قادرة على إقناع مجموعاتها المسلحة بالمصالحة مع سوريا. خاصة أن معظم المسلحين، جهاديون غير سوريين أصولهم من الإيغور وكازاخستان وطاجاكستان وغيرها، إلى جانب جيش الإسلام".
وقال: "سوريا لن تقبلهم، وأوطانهم ترفض إعادتهم إليها، وكذلك روسيا وتركيا.. والمشكلة أن الحل العسكري صعب، لأن الجيش السوري، لن يقدر على القيام بحرب عصابات في تلك المناطق الجبلية للقضاء عليهم".
ويرى صالح أن ما يُصعّب الحل العسكري، هو انشغال الروس بحرب أوكرانيا، وتركيا بالحرب مع الأكراد في الجبال.
"فصائل كثيرة في الشمال"
وتنتشر قوات تركية في منطقة الشمال السوري، وتتولّى إدارة البلدات، مجالس محلية تتبع للمحافظات التركية القريبة من الحدود، مثل: غازي عنتاب، وكيليس، وشأنلي أورفا.
ويصل عدد الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، إلى نحو 30، ينضوون تحت ما يسمى بـ"الجيش الوطني السوري".
لكن تلك الفصائل، كثيرًا ما خاضت صراعات مسلحة فيما بينها خلال السنوات السابقة.
وتسيطر الفصائل المرتبطة بتركيا، على المنطقة الممتدة من جرابلس في ريف حلب الشمالي، إلى عفرين في ريفها الغربي، مرورًا بمدن، مثل: الباب، وأعزاز.
وتضم المنطقة مقاتلين سابقين في مجموعات تم إجلاؤهم من مناطق أخرى، مثل "الجبهة الشامية" التي كانت في مدينة حلب، و"جيش الإسلام" الذي تم ترحيله من ريف دمشق.
تظاهرات واشتباكات وضحايا
وارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات الدامية المناهضة لتركيا في شمال سوريا إلى7 أشخاص، كما أفادت مصادر بعد أعمال في قيصري.
وساد هدوء حذّر، الثلاثاء، بعد تظاهرات على طول الشريط الحدودي الخاضع لسيطرة تركيا وفصائل موالية لها، عبّر خلاله المئات عن غضبهم جراء الاعتداء على السوريين وممتلكاتهم.