أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخصاونة مهنئا: نسأل الله أن يجعله عام خير وبركة على وطننا وأمَّتنا الملك مباركا بحلول العام الهجري الجديد: نستذكر قيم النبي الرفيعة اليمين المتطرف الهولندي يعلن انضمامه لتكتل برلماني أوروبي جديد الدفاع المدني يخمد حريق أعشاب جافة في منطقة سهل حوران التابع للواء الرمثا الأونروا: المدرسة المستهدفة بالنصيرات تؤوي ألفي نازح الأردن .. سقوط شاب من أعلى مسجد في الشونة الجنوبية الفلاحي: المقاومة تقوم بدفاع متحرك في الشجاعية "الأراضي" تلتقي مستثمرين في قطاع الإسكان استشهاد 13 فلسطينيا بقصف إسرائيلي على مدرسة تابعة "لأونروا" في مخيم النصيرات الأونروا: سكان غزة يواجهون نزوحا جديدا وسط استمرار المخاوف مظاهرات بأوروبا تطالب بوقف الحرب على غزة عائلات الأسرى الإسرائيليين: لا تسمحوا لنتنياهو بإفشال الصفقة إغلاق طريق الفيصلية في مأدبا لإعادة تأهيله متخصصون يناقشون النصوص الأدبية في المناهج التعليمية غارات وقتال في غزة وتصعيد على الحدود مع لبنان بزشكيان يتعهد بانفتاح إيران على العالم وتوفير الحريات ستارمر "غير مستعد" لمواصلة خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا أوقاف القدس: منع دخول المصلين للأقصى يعكس خططا لحرمان المسلمين من العبادة فيه إخماد حريقين في منطقتي سهل حوران والمنصورة "إقليم البترا" تقرر إعفاء المستأجرين من إيجارات عام 2024
لا نخترع العجلة بل نتعلم من أخطائنا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لا نخترع العجلة بل نتعلم من أخطائنا

لا نخترع العجلة بل نتعلم من أخطائنا

04-07-2024 04:40 AM

العبارة في العنوان، تظهر لي منذ أسبوع كعنوان خبر، لكنها مبدوءة بكلمة «نحن»، ومنسوبة لرئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، وأؤكد هنا بأنني لم أسمعها منه ينطقها عبر أية وسيلة إعلام، ولم أقرأ أي خبر اتخذها عنوانا، ولا أعرف بالضبط منذ متى أصبحت أكتفي بالعناوين ولا أقرأ متون الأخبار فهي التي فيها جلاء الشك والرّيب.. لكن دعوني أغوص قليلا بهذه العبارة والعنوان، مكتفيا بأن قائلها هو رئيس وزراء أسبق، يبذل جهدا ونشاطا «إعلاميا» هذه الأيام، ويكتب زملاء مقالات حول نشاطاته وتصريحاته، باعتباره رئيسا للجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية..
حين يقول الرفاعي «نحن لا نخترع العجلة بل نتعلم من أخطائنا»، فيمكنني الاعتقاد بأنه يتحدث عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، لكن تلك اللجنة انتهى عملها وتمت صياغة تشريعات وتوجهات سياسية، أصبحت قيد التنفيذ الآن، ونحن على أبواب انتخابات تشريعية تغير قانونها، بموجب توصيات تلك اللجنة، فاحتمال أن الرفاعي يتحدث عن أخطاء في تلك اللجنة ليس مقنعا ولا محتملا بأنه هو الذي يعنيه سمير الرفاعي بعبارته تلك.
الاعتقاد الثاني متعلق بالدولة، سلطاتها ومؤسساتها ومسؤوليها، فهو ربما يقصد كل هؤلاء حين يقول لا نخترع العجلة ونتعلم من أخطائنا، وهذا هو الاحتمال الأرجح بين كل الاحتمالات، فدعوني أزعج الناس قليلا بكلمات عن هذه العبارة إن كانت انطلقت من هذا الرجل على وجه التحديد، في وصفه «لمبدأ» عمل المسؤول وصاحب القرار في أية جهة أو مؤسسة أو سلطة..
العبارة صحيحة، وهي ترتقي إلى مستوى «نظرية سياسية» مطلوبة، وتنطوي على مفاهيم إصلاحية وديمقراطية واسعة، فإدارة شأن الدولة أو الشأن العام، هي عمل عام مطلوب تنفيذه بموجب قوانين، ويستند إلى غايات وأخلاقيات نابعة من حياتنا وهويتنا وثقافتنا، وهو عمل الدولة ومسؤوليها وموظفيها وكل مؤسساتها لتحقيق غايات وأهداف هذه الدولة، وتحقيق تطلعاتها وحمايتها وتنظيم علاقات وشؤون مواطنيها، والمهم في هذه العملية هو تحقيق الأفضل للدولة ولكل هذه المكونات والعناصر والأطراف، وبالعودة للعبارة نفسها فإنها تعبر عن معادلة أي حوار وتفاعل ديمقراطي، وإن مقولة «فولتير»: «قد أكون مختلفا معك في الرأي، ولكنني مستعد لدفع حياتي ثمنا للدفاع عن رأيك»، ما هي إلا جزء من عبارة أو مقولة سمير الرفاعي، لأن الشخص السليم المتوازن المستقيم، وفي حال كان لديه قناعة أو رأي ما، فهو يجتهد في أي حوار ليثبت وجهة نظره، لكنه أي الشخص نفسه وفي حال اقتنع بخطأ وجهة نظره أو رأيه أو عمله، واقتنع بوجهة النظر الأخرى، فهو يصبح من جنودها ويقوم بتطبيقها في عمله وكل حياته.
الكلام ليس فلسفيا، ولا أكتبه لأسباب شخصية، حيث لا علاقة شخصية تربطني بسمير الرفاعي، بل إنني انتقدته كثيرا حين جاء خلال رئاسته للحكومة بمدونة السلوك الإعلامي، التي تخطفتها الأيدي آنذاك، وتعاملت معها بمزاجية، فظلمت صحفيين وأغدقت على آخرين، ثم تم التراجع عنها، بعد أن أثخنتنا بالمشاكل، ولو كانت اختراع عجلة لما تراجعت عنها الحكومة آنذاك..
هل أبوح لكم باستنتاج يختمر في عقلي، وله كل العلاقة بالأخطاء وبالتراجع عنها؟ إنه استنتاج من السياق نفسه، ولا أدري كيف أربطه بسمير الرفاعي؟ فهو لا علاقة قانونية له به لا من قريب ولا من بعيد، واستنتاجي باختصار متعلق «بالغاية نفسها التي دفعت بسمير الرفاعي لإصدار مدونة السلوك تلك»، فأنا اليوم أشاهد المدونة تلك توسعت وامتدت لتطال كل موظفي الدولة وليس الصحفيين فقط، وذلك بعد أن انطلق العمل بنظام الخدمة العامة في القطاع العام، حيث هناك عقوبات بحق أي موظف من القطاع العام يعمل بوظيفة أخرى، فهل هذا خطأ يتطلب أن نتعلم منه ونراجعه، ونقوم بتصويبه، كما يدعو سمير الرفاعي وأي شخص يخشى على الناس والدولة؟!.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع