اماني قاسم - في غزة وفي زمن يجمع بين ذكرى الهجرة النبوية الشريفة والتحديات الكبيرة التي تواجهها يتمثل اليوم في مزيج من الأحداث التاريخية والواقع القاسي الذي يواجه سكان هذا القطاع الفلسطيني المحاصر. الهجرة النبوية تُعتبر حدثاً تاريخياً بارزاً يحتفل به العالم الإسلامي حيث هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بحثاً عن الأمان والسلام، وبنوا مجتمعاً جديداً يسوده العدل والوئام إلا أن واقع سكان غزة اليوم يختلف كثيراً عن رسالة الهجرة النبوية السامية إذ يعيشون تحت حصار الحرب الذي يحول دون وصول الحياة اليومية الأساسية كالغذاء والدواء والمياه النظيفة إليهم. هذا الحصار الذي يفرضه الاحتلال يسبب تدهوراً كبيراً في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ويُحجب الأمل في مستقبل أفضل الحرب على غزة خلفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وفادحة في الأرواح مما يجعل التحديات التي يواجهها سكان غزة أكثر تعقيداً وصعوبة . فاليوم عندما نتأمل في سيرة الهجرة النبوية نجد أنها تعلمنا كيفية التعامل مع الظروف الصعبة بالصبر والحكمة وكيفية بناء مجتمع يسوده السلام والعدل، إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قدوة في التضحية والتكاتف من أجل بناء مجتمع يسوده السلام والوئام وهو ما يمكن أن يكون مصدر إلهام للجهود الدولية والإنسانية في مساعدة سكان غزة على تخطي تحدياتهم الحالية.
لذلك فإن دعم المجتمع الدولي والإنساني لغزة يعد أمراً حيوياً حيث يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لوقف الحرب وتقديم المساعدات الضرورية مثل الدعم الغذائي والطبي والإعمار و توفير فرص اقتصادية للشعب الفلسطيني للنهوض بمعيشتهم وتحقيق الاستقرار المستدام بمناسبة في ذكرى الهجرة النبوية يتعين علينا أن نستلهم من رسالتها السامية قيم الصبر والتسامح والعدل، وأن نعمل بجد لبناء عالم يسوده السلام والأمان حيث يتمتع الناس بحياة كريمة بعيداً عن الحروب والصراعات المميتة.