ربما الجميع سمع بالمثل القائل : عامل السبعة وذمتها ، فقصة هذا المثل يعود إلى عهد و زمن الوالي العثماني مدحت باشا في دمشق ، حيث كان هناك خَيّاطة بحي القنوات اسمها ميرفت مشهورة بشطارتها وإتقانها للعمل ، حتى أن الناس يأتوها من أماكن ومواقع بعيدة لِتُخيّط عندها .
ومع الإصلاحات الجديدة التي عملها مدحت باشا صارت تصل صور الملابس من أوروبا ، ووقتها كانت الموضة فساتين قبة سبعة مفتوحة ، فكانت الخيّاطة ميرفت أول من تَعَلّم هذه الموضة وكانت تُعلمها للخيّاطات ، وبعد فترة انتشرت الموضة و تعلم الكثير من الخياطات كيف يعملوا فساتين القبة سبعة المفتوحة ، لكن فجأة ودون سابق إنذار انتهت تلك الموضة وأصبحت الموضة الجديدة للفساتين القبة سبعة المزمومة ، والتي كانت خياطتها صعبة جداً ولم يستطع أحد عملها وإتقانها إلا الخيّاطة ميرفت والذي زاد من شهرتها في الخياطة ، ففي الوقت الذي كان الناس يذهبوا إلى الخياطة ميرفت يسألوها: هل تعمل السبعة وزمتها (بحرف الزاي وليس الذال) أي زمة الفستان .. بعدها صارت هذه القصة مثل شامي متداول ...ولكن مع مرور الأيام تم تحريف المثل ليصبح عامل السبعة وذمتها ، ليقع من يقال له هذا المثل في دائرة الشك والاتهام.
وها نحن اليوم على أبواب الترشح و الانتخابات ، وأمامنا في هذا الموسم الكثير من القصص والأحداث ..وفي هذا الموسم وفي هذا الوقت يخرج لنا دائماً ثلة متخصصة في التحليل والتفنيد والتعقيب والتأليف ، و كما يعتقدون بأنهم خبراء في دراسة الوقائع والشخوص والأكثر قرباً للصواب في دراسة المشهد الانتخابي للمنطقة ... ويصدرون الفتاوى والرأي السديد لكل مرشح في عدد الأصوات التي سيحصدها ومن هو المرشح القوي والأقوى والمرشح الضعيف والأضعف (يعني بحسبوها بالقدّة والميزان على رأيهم) لكن بنهاية المطاف وصدور النتائج يكون كل ما تم تحليله وتفنيدة من هؤلاء الثلة مخالف للواقع ، والمشكلة أنهم ينكرون كل ما قالوه سابقاً، يعني زي ما تم تغير المثل : من عامل السبعة وزمتها ، إلى عامل السبعة وذمتها ...
وللأمانة ما زال معظمنا ينساق وراء الإشاعات ،لكن علينا الانتظار ريثما يذوب الثلج حتى يبان المرج ... ولنكن مثل الزيت ..فالحق كالزيت لا يركن في القاع..