في ظل الأحداث المتصاعدة في إسرائيل، تبرز الحاجة إلى تفكير جاد حول الخيارات المتاحة أمام المجتمع الإسرائيلي في مواجهة السياسات الحالية لحكومة نتنياهو ، سيما وأن لم تعد الفرصة المتاحة لنتنياهو تتطلب مجرد انتظار أو تقديم فرصة أخرى، بل تستدعي عصياناً مدنياً شاملاً ، و هذا العصيان المدني يجب أن يكون مختلفاً في تقديره ومتنوعاً في نهجه، نظراً للفساد العميق لنتنياهو وطاقم حكومته اليميني، الذي ترك تجربة حكم مريرة سواء داخلياً أو خارجياً ، لهذا نجد أن محاكمة نتنياهو وطاقمة الحكومي حتمية لا مفر منها ، هذا إذا أراد المجتمع الدولي وفي مقدمتها أمريكا إعادة الحياة لإسرائيل التي تعاني اليوم من " الموت السريري" فضلاً عن التنازلات غير المسبوقة التي يتوجب على إسرائيل تقديمها ، في الوقت الذي لا ولن تعفى إدارة بايدن من المسؤولية ... !!
ولكي تتضح الصورة أكثر نقول : تحت حكم نتنياهو، شهدت غزة محارق ومجازر غير إنسانية تخالف كل القوانين الدولية ، لكن الأثر الأخطر كان في العمق الاستراتيجي الإسرائيلي ، حيث التآكل الداخلي في إسرائيل، الذي أضر بكل الإنجازات السابقة ، فإسرائيل، التي كانت تتفاخر بموقعها كدولة ديمقراطية متقدمة اقتصادياً وتكنولوجياً، باتت الآن تواجه تآكلاً في مؤسساتها ، وصورتها الدولية ومكانتها الدولية ، ولقد تميزت إسرائيل بمتوسط دخل قومي مرتفع، وحجم صادرات نوعي، وتقدم علمي وتكنولوجي، وتعليم عام وجامعي متقدم، واحتلت مواقع متقدمة في التصنيفات العالمية ، ولكن حكومة نتنياهو عرت الدولة وسقطت بمفهومها من خلال ارتكاب حماقات أحيت الحقد العالمي تجاه اليهود ... !!
والليكود لم يكتف بالإبادة الجماعية في غزة، بل تجاوز ذلك إلى اغتصاب النساء العزل، وحرق الأطفال أحياء، وسرقة أعضاء الجرحى من الشيوخ والنساء والأطفال. هذا كله، إضافة إلى العديد من الجرائم الأخرى، لا بل وأظهر للعالم أجمع الطابع الاستعماري للحكومة الإسرائيلية الحالية، مما دفعنا نحن الإنسانيين إلى الوقوف بقوة ضد إدارة بايدن التي بدعمها لحكومة نتنياهو، لا تسهم فقط في زوال إسرائيل، بل تحكم على اليهود حول العالم بالإعدام ، ما هذا التخبط ، ولصالح من ؟!! ومع ذلك تجد
حكومة بايدن متسعاً من الوقت الضائع أصلا ، وتحاول التعميم لكل ما حدث ، مع أنها غارقة حتى الثمالة في إبادة العرب واليهود على حد سواء ... !!
لهذا على الجميع أن يدرك أن مدخلات ومخرجات ما يحدث لن تسهم فقط في تشكيل لحظة مؤقتة تتطلب عودة المفاوضات، بل نتحدث عن آخر ظهور لإسرائيل قبل أن تودع الجغرافيا الفلسطينية والشرق أوسطية وإلى الأبد ... !!
وها هي افتتاحية صحيفة "هآرتس" العبرية قبل أيام جاءت بعنوان "السقوط النهائي لإسرائيل مسألة وقت، العد التنازلي قد بدأ". هذا التصريح يأتي في ظل مشهد يزداد سخونة مع بروز مؤشرات على أن الواقع العسكري والسياسي بات متأزماً إلى درجة أن البحث عن بدائل أصبح شبه مستحيل، خصوصاً بعد أن تحولت شخصيات الظل في الموساد إلى مجرد دمى تتحرك تبعاً لطقوس نتنياهو، مما أدى إلى تدهور الوضع بشكل يهدد بقاء إسرائيل نفسها ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .