زاد الاردن الاخباري -
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن الائتلاف الحكومي في إسرائيل الذي يقوده بنيامين نتنياهو ربما يمر بأقوى منطقة اضطراب منذ وصوله إلى السلطة عام 2023. فقد أجبر زعيم الائتلاف في البرلمان، النائب عن حزب الليكود، أوفير كاتس، على سحب جميع مشاريع القوانين المطروحة في الكنيست بسبب “السلوك غير المسؤول” لحزب “عوتسما يهوديت” اليمني المتطرف بزعامة إيتمار بن غفير، أحد حلفاء الليكود الأربعة.
ظهرت الأزمة على خلفية التوترات بين هذا الحزب اليهودي العنصري، وحزب “شاس” الصهيوني المتطرف بزعامة أرييه درعي، كما تُشير “لوفيغارو”، موضّحة أنها جاءت نتيجة للابتزاز الذي مارسه بن غفير، وزير الأمن القومي، للانضمام إلى حكومة الحرب الإسرائيلية. ففي مواجهة رفض نتنياهو، عارض حزب “عوتسما يهوديت”، للمرة الثانية منذ شهر يونيو الماضي، التصويت على القانون الذي تقدم به حزب “شاس”، والذي من شأنه أن يمنحه السيطرة على تعيين الحاخامات في المناصب الدينية.
وقد أثار هذا القرار غضب نواب حزب “شاس” الأحد عشر في الكنيست، الذين يشغل زعيمهم أرييه درعي مقعد مراقب في حكومة الحرب. واستنكر هؤلاء النواب في بيان “السلوك الطائش للوزير بن غفير”. كما عبّر هؤلاء النواب السفارديم أيضا عن “انزعاجهم الشديد من افتقار رئيس الوزراء إلى السيطرة على أعضاء الائتلاف”. وقد رد حزب بن غفير بتجديد مطالبه: “طالما لم يتم دمج الأخير في حكومة الحرب، فسيستمر في تعطيل عمل الائتلاف”.
ويقول مسؤول في حزب “عوتسما يهوديت” إنه “في الوقت الذي يدفع فيه الوزير بن غفير لتحقيق نصر حاسم وتدمير العدو على كافة الجبهات، فإن أرييه درعي مستعد للاستسلام بقبول صفقة مخزية” بشأن إطلاق سراح 120 محتجزا لدى حركة حماس منذ أكثر من تسعة أشهر، تتابع “لوفيغارو”.
ومضت الصحيفة موضّحة أن إيتمار بن غفير يَقِف على نفس الخط مع بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية وزعيم حزب ”التفوق اليهودي”. وكلاهما يهددان بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال التوصل إلى اتفاق مع حماس.
وقد استؤنفت المفاوضات هذا الأسبوع، لكنها تعقدت بشكل فريد بسبب إعلان بنيامين نتنياهو مساء الأحد حول المسألة الحاسمة المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو المبدأ الذي يرفضه. فهذا الموقف يثير التوتر بين رئيس الوزراء وفريق المفاوضين. ويتهم نتنياهو بانتظام من قبل منتقديه بأنه مهووس فقط ببقائه السياسي.
كما تم إضعاف الائتلاف بسبب مسألة تجنيد اليهود المتشددين، والذي أمرت به المحكمة العليا الإسرائيلية في نهاية شهر يونيو الماضي، بعد معركة سياسية وقضائية طويلة بالنسبة للحزبين المتشددين المتحالفين مع نتنياهو، يعد هذا فشلا.
نتنياهو، هو الآخر، أضعفته قضايا الفساد. وعلم يوم الثلاثاء الماضي أن محاكمته ستستأنف مطلع شهر ديسمبر المقبل رغم أن محاميه طلبوا تأجيلها حتى عام 2025، تشير “لوفيغارو”.