زاد الاردن الاخباري -
قالت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الخميس، إن الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 85% من المباني بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وحولها إلى منطقة منكوبة غير قابلة للحياة.
وأوضحت المديرية، في بيان تلقته "وكالة سند للأنباء"، أن الاحتلال الإسرائيلي استمر في اجتياحه لحي الشجاعية للمرة الثانية لمدة 12 يوما، دمر فيها معظم المباني والمنازل التي لم يدمرها في اجتياحه الأول، فأصبح أكثر من 85% منها غير قابل للسكن، إضافة إلى تدمير كامل للبنية التحتية.
وأضافت أن طواقمها، وفور انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الشجاعية، استطاعت بالتعاون مع أهالي الحي انتشال نحو 60 شهيدا حتى اللحظة.
وأكدت أن طواقمها بقطاع غزة ما زالت تقوم بعمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين تحت أنقاض المنازل التي دمرها الاحتلال، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية بحق المواطنين المدنيين، ودخولها لليوم 279 واستمرار عمليات القتل واستهداف المنازل المأهولة بالسكان وتدمير البنى التحتية وتدمير كل مقومات الحياة.
وأشارت إلى حجم المعاناة التي يواجهها الدفاع المدني بقطاع غزة من نقص المعدات والامكانيات، وعدم توفر الوقود، وإنهاك الكادر البشري، وعدم القدرة على التعامل مع استهدافات متزامنة، وعدم القدرة على تلبية نداءات الاستغاثة للمواطنين، وصعوبة البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، ومنع الوصول للمحاصرين في منازلهم من جرحى ومصابين، مما أدى لاستشهاد الكثير منهم.
وبينت أن الاحتلال الإسرائيلي في كل اجتياحاته لمناطق قطاع غزة منع دخول طواقم الدفاع المدني إليها، وكذلك فعل في حي الشجاعية.
وأوردت المديرية شهادات لبعض المواطنين الذين سمح لهم الاحتلال بالخروج من منازلهم أثناء اجتياحه لحي الشجاعية، أفادوا فيها بأن الجيش وبعد أن أعطاهم الأمان أطلق عليهم قذائف دباباته بشكل مباشر بعد عدة أمتار، ما أدى إلى استشهاد امرأتين وإصابة طفلين ونجاة امرأتين أخريين استطاعتا الهرب والنجاة من الموت.
ولم يكتف الاحتلال بذلك، فدمر بشكل كامل عيادة صبحة الطبية، التي كانت تقدم خدماتها لأكثر 60 ألف مواطن في الحي، وكانت تقدم خدمة الإسعاف الأولي خلال هذه الحرب للجرحى والمرضى.
ولفتت المديرية إلى أن اجتياح قوات الاحتلال لمناطق عديدة في تل الهو غرب غزة، خاصة منطقة الصناعة، خلف حسب التقديرات الأولية حتى الآن ما يزيد عن 50 شهيدا جلهم من النساء، في هذا المنطقة، فيما لا زالت العملية البرية الإسرائيلية مستمرة.
وأكدت أن هناك الكثير من المناشدات التي وصلت الدفاع المدني، لكن لم يستطع الوصول إليها بسبب عدم توفر تنسيق ولا يوجد حصانة ولا حماية لطواقمه للدخول للمناطق التي تصنف بالحمراء، مضيفا: "نُعلم العالم أن أرواح الاف المواطنين مهددة بالموت نتيجة تواجد قوات الاحتلال بهذه المناطق المدنية".
وأعلنت المديرية أن منطقة الشجاعية أصبحت منطقة غير قابلة للسكن، وتفتقر لكل مقومات الحياة، وبات أكثر من 120.000 مواطنا بلا مأوى، وهم الآن في العراء.
وطالبت بضرورة توفير الوقود بشكل فوري وعاجل، وتوفير المعدات والامكانيات والسيارات لطواقم الدفاع المدني حتى تتمكن من العمل على انقاذ المواطنين والبحث عن المفقودين.
وأدانت استمرار منع طواقم الدفاع المدني من الوصول للأماكن التي تصدر منها استغاثات المواطنين، مبينة أن هذا يعد انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني، ومخالفة لما نصت عليه اتفاقيات جنيف.
وقالت إنه في ظل عدم توفر المعدات الثقيلة والحفارات، ستبقى كافة الجهود المبذولة من قبل طواقمها غير كافية، وسيفقد الكثير من المواطنين تحت الأنقاض أرواحهم.
وأضافت أن استمرار بقاء آلاف الجثث تحت الأنقاض يتسبب بانتشار الامراض والأوبئة، نتيجة تعرض جثث الشهداء لاشعة الشمس وانبعاث الروائح منها.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر الأربعاء، إن لواء المظليين في جيش الاحتلال أعلن انتهاء عمليته العسكرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والتي استمرت نحو أسبوعين.
وأعلن جيش الاحتلال في 28 يونيو/حزيران الماضي بدء عملية برية في حي الشجاعية، هي الثالثة من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، ما ألحق دمارا واسعا لمنازل المدنيين والبنية التحتية بالحي.
وعلى مدار أسبوعين، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعمليات تجريف وتدمير واسعة في حي الشجاعية بالتزامن مع قصف مدفعي ونسف عدد كبير من المنازل تحت قصف جوي عنيف أسفر عن استشهاد العشرات.
وأظهرت مقاطع مصورة نسف طيران الاحتلال مربعات سكنية بالكامل، ما أدى لنزوح آلاف الأسر إلى مناطق غرب مدينة غزة، جراء الاستهدافات العنيفة التي شنّها الجيش الإسرائيلي ضد الحي.
ودمر الاحتلال مقبرة وسط حي الشجاعية شرق غزة قبيل انسحابه، في حين أكد شهود عيان وجود جثث ملقاة في الشوارع والطرقات.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل، في بيان له، الأربعاء، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، إن "الاحتلال خلف دماراً كبيراً في حي الشجاعية ولا يوجد بيت صالح للحياة في منطقة التوغل".