أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير الشباب يدعو إلى تكامل الجهود الوطنية لدعم الشباب والرياضة اللجنة المؤقتة للنقابة العامة للعاملين في البلديات وأمانة عمان تجتمع في الخامس من الشهر المقبل لتوفيق لحل النزاع العمالي طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات التحقيق بوفاة شاب تناول مبيدا حشريا في الزرقاء نعيم قاسم : سأواصل على نهج نصر الله العمل : ما تم تداوله حول عدم تشغيل أردنيين بـ”مول تجاري” بالكرك غير صحيح مديرية الأمن العام تتلف كميات كبيرة من المواد المخدرات ضبطت في (58) قضية رئيس الوزراء: تطبيق القانون بحزم أمر أساسي لحماية المجتمع من آفة المخدِّرات تفاصيل جديدة للقيادي الحزبي الذي يواجه اتهامات بمطالبات مالية ضخمة في الأردن (153) مليون دينار صافي أرباح "البوتاس العربية" لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض الأردن يدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لدى دولة فلسطين مسيّرات حزب الله تعرقل حفل زفاف نجل نتنياهو ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا استكشاف خدمات أورنج الأردن الجديدة من خلال حلقة صح صح في معرض عبدون. روسيا تدمر 23 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة الماضية الطلب العالمي على الذهب يتخطى 100 مليار دولار في 3 أشهر وزير العمل يؤكد تعزيز منظومة الضمان الاجتماعي الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء اربد .. البندورة بـ15 قرش والخيار بـ40 في السوق المركزي اليوم
الأحزاب السياسية ولعبة الديمقراطية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الأحزاب السياسية ولعبة الديمقراطية

الأحزاب السياسية ولعبة الديمقراطية

15-07-2024 08:31 AM

بقلم د محمد الجبور - من المعلوم أن الأحزاب السياسية في المجتمعات البشرية المتقدم منها والمتخلف هي صيغ من إبداع العصر الحديث للمشاركة في تدبير الشعوب لشأنها العام عن طريق لعبة سياسية تعرف بالديمقراطية ، وهي لعبة توصل الغالب فيها وصاحب الأغلبية عن طريق صناديق الاقتراع إلى السلطة أو التسلط حسب طبيعة المجتمعات البشرية . ومن المعهود في التنظيمات الحزبية أنها تختار فكرة أو فلسفة للتعبير عن هويتها ، كما تضع برنامجا يحاول تغطية جميع جوانب الحياة من أجل استدراج الناس إلى الانتماء إليها ويغلب على هذه التنظيمات في الغالب ألا تخرج عن تموقع هندسي مشهور ثلاثي الأبعاد وهو يمين ويسار ووسط بينهما وهذا التموقع يكون باعتبار الفكرة المهيمنة على التنظيمات الحزبية وحسب الإيديولوجيا التي تختارها ، ذلك أن الحكم على التموقع وقياسه إنما مرده أحكام متعارف عليها بين أنصار التنظيمات الحزبية ، ففي حين يصنف هذا التنظيم نفسه يمينا يجد مناقضا له في اليسار ، ويجد تنظيما وسطا بينه وبين غريمه في اليسار. ولا تكاد اللعبة الحزبية تخرج عن هذا الثالوث ، كما أنها لا تكاد تخرج عن ثنائية حزب حاكم وآخر معارض له ، مع التناوب على الحكم والمعارضة ، وقد يحدث نوع من السمسرة بين الأحزاب وهو ما يعرف بالتحالفات والائتلافات وهي عبارة عن زواج أبيض أو زواج مصلحة كما يقال
ومن اللعب القذر أيضا أن تنشأ تنظيمات حزبية من نوع النابتة ـ على حد تعبير الجاحظ رحمه الله ـ حيث تطبخ طبخ الأكلات الخفيفة بسبب ظروف استعجالية من أجل إنقاذ نظام حاكم موشك على السقوط ، أو من أجل الالتفاف على تنظيم حزبي يخشى خطره إن آلت أمور الحكم إليه بسبب اتجاهه الفكري أو الإيديولوجي. وهذه الأحزاب المطبوخة غالبا ما تأتي بعد صراع تنظيمات حزبية متجاذبة بين يمين و يسار ويكون الصراع بينها سجالا غير محسوم ، فتنتهز الأحزاب المطبوخة طبخا سريعا الفرصة لتقدم نفسها بديلا عن هذه الأحزاب المتنافسة من خلال التلفيق بين مشروع هذا الحزب أو ذاك تلفيقا مكشوفا ممجوجا تسميه وسطا وما هو بالوسط بل هو الانتهازية في أبشع صورها وأمقتها . والعادة أن هذه الأحزاب المطبوخة بشكل سريع تكون متوددة لمن بيده الحكم ، وتستفيد من دعمه لقطع المراحل أو إحراقها كما يقال بالعامية ،بحيث تصير أكبر الأحزاب وأكثرها تبيعا في مدة قياسية وجيزة مثيرة للشكوك ، و لا يمكن قبولها منطقا ولا عقلا ولا عرفا وعادة إذ كيف يمكن أن يقبل الناس على تنظيم حزبي حديث عهد بالوجود ولما يخبروا أمره ويعرفوا فضله وفائدته خصوصا إذا كان وجوده مصحوبا بمؤشرات دالة على انتهازيته ، وتزلفه وتقربه من السلطة الحاكمة ؟. ولا يوجد ما يبرر كثرة تبيع هذا الحزب المطبوخ سوى طمع المنخرطين فيه ورغبتهم في تحقيق مصالحهم الشخصية ، والتقرب من مصادر السلطة والنفوذ كما يحقق الحزب المطبوخ مصلحته الشخصية عن طريق ركوبهم كمجرد وجوه على غرار الوجوه السينمائية لتحقيق الأغلبية والأكثرية المنشودتين والموصلتين لسدة السلطة أو بتعبير دقيق التسلط . فكثير من الناس يطرقون أبوابا كثيرة من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية فتسد في وجوهم الأبواب ، فتستقطبهم الأحزاب المطبوخة ، وتفتح لهم الأبواب ، وتقول : لهم هيت لكم ، فيجدون ضالتهم فيها في عملية سمسرة مكشوفة قذرة تكون فيها المصالح الشخصية مقابل بطاقة التحزب في الحزب المطبوخ ، وتكون الإغراءات بتحقيق المصالح هي الطعم لاصطياد هؤلاء الانتهازيين الذين لا تحكمهم مبادىء ولا قيم ، وإنما فلسفتهم في الحياة شعارها : « المصالح الشخصية وليكن الحليف شيطانا إن شاء » .
ومن نماذج هذه العينات الانتهازية من تنقل بين الأحزاب المختلفة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين إلى مستنقع التلفيق بينهما ، وسلخ جلده الحزبي كما تسلخ الثعابين جلودها دون أن يعرق له جبين من خجل أو حياء لأن المصالح الشخصية لا حياء في وجوه أصحابها ، ولأن الذي لا يستحيي يفعل ما يشاء ، ولا يعنيه أن يصير أضحوكة بين من يعرف لهثه وراء مصالحه الشخصية . ومن أساليب استدراج هذا النوع من الانتهازيين اعتماد الأحزاب المطبوخة على إسالة لعابهم بما يغريهم من أحلام ظلت تراودهم وتؤرقهم ، وهم عباد طموحات جامحة لا كابح لها حتى في غياب الأهلية والكفاءة والمصداقية والاستحقاق. وتعمد الأحزاب المطبوخة على استباحة المناصب ، وتوزيعها على الانتهازيين كما يوزع الميراث ، فتصير النابتة بين عشية وضحاها ذات صولان وجولان ، وتستنسر البغاث على حساب الصالح العام ، ومصلحة الوطن والأمة التي تصير في مهب الريح بسبب الصفقات المكشوفة بين أحزاب مطبوخة ومنخرطين طماعين تجمع بينهم عقيدة الانتهازية. والمضحك حقا أن تحاول هذه الأحزاب ومن ينخرط فيها من انتهازيين تقديم شهادة براءة أو عذرية من خلال خطاب مسرحي هزلي مثير للشفقة








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع