لا يزال الإنترنت يحدث تغييرات جذرية في حياة الناس، تختلف باختلاف حجم ونوعية استخداماتهم له ، ورغم تلك التباينات، يظل المضمون ثابتًا ، سيما وأننا أمام تقدم مستمر وخطوات واثقة نحو ما يصفه الإنسانيين : بـ"الوعي الجديد" ، و هذا الوعي يتطلب واقعًا جديدًا، بل وأرضًا جديدة، تتشكل في ظل ذكاء اصطناعي حيوي وطبيعي فائق القدرات، حيث يدرك كل شيء احتياجات الإنسان ويعمل على تلبيتها ضمن استقلالية وخصوصية غير مسبوقة في حياة البشر ، و
هذا الوعي الجديد ينقلنا إلى ما نسميه " البعد الخامس" ، وربما إلى أبعاد أخرى. ومع ذلك، هناك من يراهن على الجهل وتجهيل الآخرين ومحاولة قلب المعايير، مما يأخذ شكل المؤامرة أحيانًا والتخطيط ضد وجود الإنسان في أغلب الأحيان ، إلا أن القافلة تسير والركب العلمي يستمر ، والعلماء يعملون بلا كلل من أجل صالح "الإنسانية والأمن الإنساني" للوصول لمرحلة ما بعد الإنترنت، وهي مرحلة نسميها نحن : بـ"المرحلة الجامعة" التي تعتمد على حكومة عالمية ذكية متطور بشكل غير مسبوق ، نتحدث الحقائق المستقبلية القريبة والتي تمكّننا من محاكاة العوالم الموازية والتأثير فيها، والاستفادة منها، والدخول والخروج عبر عوالم داخل حدود الزمكان، وضمن عقلية إنسانية تدرك خارج حدود الزمكان. ولتوضيح الصورة أكثر، نعرض كيف تغيرت حياة الإنسان جذريًا منذ ظهور الإنترنت، وكيف أدى هذا التغيير إلى ثورة في مجالات الاتصال، والمعرفة، والتجارة. ومع استمرار التطور التكنولوجي، يظهر في الأفق ما يسمى بـ "عالم ما بعد الإنترنت"، الذي يعد بنقل البشرية إلى مستوى جديد من التواصل والابتكار ، وفي هذا المقال، نستعرض ملامح هذا العالم وفوائده العظيمة على الإنسان ، ودعونا نوضح للجميع
ملامح عالم ما بعد الإنترنت ولنبدأ بشبكة الويب 3.0 (Web 3.0) اللامركزية، و تعتمد شبكة الويب 3.0 على تقنيات البلوكشين لتوفير إنترنت أكثر لامركزية، مما يعزز الخصوصية والأمان ، والتحكم الذاتي ، حيث يمكن للمستخدمين التحكم في بياناتهم الشخصية بشكل أكبر، مما يقلل من سيطرة الشركات الكبرى على المعلومات الشخصية ، ثانياً : الميتافيرس (Metaverse)التجارب الغامرة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والذي يمكن للأفراد الدخول إلى عوالم افتراضية للتفاعل الاجتماعي، و التعلم، والعمل ، والاقتصاد الافتراضي و يتيح الميتافيرس إنشاء اقتصاديات جديدة تعتمد على الأصول الرقمية، مما يفتح فرصًا اقتصادية جديدة ، ثالثاً:
إنترنت الأشياء (IoT) الأتمتة والتكامل ، و تعمل الأجهزة الذكية المتصلة على تحسين كفاءة المنازل، المدن، والصناعات من خلال الأتمتة والتكامل ، فضلاً عن جمع البيانات والتحليل ، أي يمكن جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات لتحسين الخدمات وزيادة الفعالية ، رابعاً:الحوسبة الكمومية ، وسرعة المعالجة الفائقة ، حيث يمكن للحواسيب الكمومية حل المشكلات المعقدة بسرعة فائقة مقارنة بالحواسيب التقليدية ، هذا بالتزامن مع تطور الذكاء الاصطناعي الذي يتيح للحوسبة الكمومية تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي ، بذات الوقت وبشكل كبير، أي وكأنه يستخدم التغذية الراجعة لكن بطرق نوعية فائقة التطور ، مما يزيد من كفاءة التطبيقات الذكية ، وبالمجل ستكون هناك فوائد عظيمة على الإنسان ، مثل:
1. تحسين جودة الحياة
الصحة والرعاية ، حيث يساهم إنترنت المتصل بالشرائح الصغيرة جداً في تحسين الرعاية الصحية من خلال الأجهزة الطبية المتصلة التي تراقب الحالة الصحية وتوفر البيانات للأطباء بشكل لحظي ، عدا عن الراحة والرفاهية ، فالأجهزة الذكية تساهم في جعل الحياة اليومية أكثر راحة وسهولة من خلال الأتمتة والتكامل.
2. التعليم والتعلم والوصول إلى المعرفة ، حيث يوفر عالم ما بعد الإنترنت إمكانية الوصول إلى مصادر معرفة غير محدودة، مما يتيح فرص تعلم غير تقليدية وتفاعلية ، مضافاً لذلك التعليم الافتراضي ، و يمكن للتعليم الافتراضي في الميتافيرس أن يوفر بيئات تعليمية غامرة تعزز الفهم والتفاعل.
3. الفرص الاقتصادية والعمل عن بعد ، بعد أن تسهم تقنيات الميتافيرس والحوسبة السحابية في تسهيل العمل عن بعد، مما يزيد من مرونة العمل ويوفر فرصًا جديدة للأفراد في أماكن مختلفة ، ولا نسى الاقتصاد الرقمي ، والذي يتيح فرصًا جديدة للابتكار وريادة الأعمال، مما يعزز النمو الاقتصادي.
4. التواصل والتفاعل وتعزيز الاتصال ، حيث يتيح عالم ما بعد الإنترنت وسائل اتصال أكثر فعالية وغامرة، مما يقرب المسافات بين الأفراد حول العالم ، والتفاعل الاجتماعي ، خاصة وأن المنصات الافتراضية والميتافيرس توفر تجارب تفاعل اجتماعي غنية تتجاوز حدود العالم المادي ، وخلاصة القول يا سادة :
يمثل عالم ما بعد الإنترنت تطورًا هائلًا في كيفية تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا والمعلومات ، و من خلال تحسين جودة الحياة، وتوفير فرص تعليمية واقتصادية جديدة، وتعزيز الاتصال والتفاعل، ويمكن لهذا العالم أن يكون له فوائد عظيمة على البشرية ، لهذا نجد ان التوجه نحو هذا المستقبل يتطلب رؤية مشتركة وجهود متضافرة لضمان تحقيق إمكاناته الكاملة وتحقيق استفادة شاملة لجميع الأفراد وفي جميع الدول ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .