في قصة جميله كتبها سليم جابر قال فيها:دعا القائم مقام حمزة درويش ضابطاً فرنسياً كبيراً على صيد الحجل ..لبّى الضابط الدعوة.. شدّوا على ظهور الخيل لمسافة حوالي الساعة شرق البلدة .. ووصلوا إلى المكان الذي اعتادت رفوف الحجل ارتياده ... نصبوا السّركّة ( والمقصود بالسّركّة هي أنثى حجل صغيرة تقوم بالمناداة على رفوف الحجل التي تطوف بأجواء المنطقة ، لينضمّوا إليها عند سماع صوتها) ... جَهّزوا كمين بمكان يسمح لهما بتصويب التسديد على طيور الحجل عندما تحط على الأرض قريبة من السّركّة (أنثى الحجل ..الطُعم)..
بعد دقائق قليلة من الانتظار والترقب حَطّت رفوف الحجل بقرب السّركّة (الطعم) ... دعا حمزة درويش الضيف كي يبدأ بإطلاق النار (القواس) على طيور الحجل (من باب التوجيب والاحترام) ...الضابط الضيف حبس أنفاسه سدد وصوّب وأطلق النار ..وإذا به يفتك بالسّركّة (أصاب الحجلة الطعم) ..وطار رف الحجل مذعوراً .. ولم يفلحوا بأي صيد سوى السّركّة .. بعدها صاح حمزة درويش بالضابط الفرنسي : ولك يا زلمة مش هيك الصيد لازم صَوّبت على الحجل اللي أجا .. مش على حجلتنا هاي جبناها معنا فخ ... أجاب الضابط الفرنسي : لا يا عمي هاي (السّركّة) اللي بدها قواس (طخ) لإنها بتقوّد على ربعها ( باعت ربعها)...
وها نحن على مشارف الترشح والانتخاب وسيخرج لنا هؤلاء الذين يَدُقّوا على صدورهم ويحلفون بالحرام والطلاق على أنهم عماد وعمدان خيمة فلان ...على قول : أني وجماعتي معك ، أبشر بالفزعة ونحن من قبلكم .. وهذا القول يقال لأكثر من مرشح ..فيغرروا بفلان ويخدعوا علان ليبقى ثابت على موقفه في الترشح وهو يعرف في صيرورة نفسه بأنه ليس أهلاً لهذا المكان ولا سيحصد على الأعداد التي يضخموها له ، ولنا في صفحات التواصل الاجتماعي أكبر دليل ، انظروا إلى التعليقات عندما يعلن فلان ترشحه تجد نفس التعليقات التي دعمت علان تدعم فلان إلا ما رحم ربي .. فلا تَدَع هؤلاء هم من يقررون مصير الترشح بالتأييد الواهم ، واسألوا من سبقكم كيف كان وضعه وقت الترشح وكيف ترجمت الصناديق وإفرازها غير ما قالوا ...ولا تسمعوا لمن يقول : أني وجماعتي معك (لأنه والله على صوت زوجته ما بمون)، لأننا اليوم أمام جيل واعي يعرف لمن يُدلي بصوته ، واليوم أصبح لكل مرشح نصيب من كل بيت حسب قناعته الشخصية وصداقته ...
فنقول: هؤلاء هم من يستحقوا القواس مثل السّركّة ... وصدق من قال : بأن يكرهك الناس لصراحتك ، أفضل من أن يحبوك لنفاقك...