ماجد القرعان - لست عضوا في حزب ارادة ولست ضد التجربة الأردنية لبناء احزاب وطنية تكون راوفع حقيقية ومتينة للدولة لكنني تابعت بعناية المشهد الحزبي تأسيسا وبرامج وكان لي العديد من الملاحظات والتنبيهات سواء من جهة الشخوص التي كانت وراء تأسيسها وكذلك غاياتها واهدافها التي اعتبرها كثيرون بأنها ( كوبي بيست ) وحتى اجتماعاتها من تأسيسية ومراحل بناء هياكلها وتوزيع المهام القيادية فيها وبرامجها لاستقطاب كوادرها وصولا الى مرحلة اعدادها واستعدادها لتشكيل قوائمها لخوض الإنتخابات النيابية المقبلة من حيث اسس ومعايير اختيار المرشحين على القائمة الحزبية وكذلك سعيها لاستقطاب مرشحين من القوائم المحلية للانظمام اليها على أمل ان تُحسب مقاعد الفائزين في الإنتخابات لصالحها الى جانب ما ستحصده من الـ 41 مقعدا المخصصة للاحزاب .
نبهت فيما مضى الى خطورة اعادة تدوير بعض الشخصيات الذين تولوا فيما سبق مواقع رسمية ولم يتركوا بصمات ليستذكر الشعب مسيرتهم وما قدموه للوطن من خلال ولوجهم المسيرة الحزبية تأسيسا وقيادة ونبهت الى خطورة قوة المال جراء سيطرة رجال المال والأعمال على هذه الأحزاب ونبهت الى أهمية ان تنطلق الأحزاب من برامج وطنية قابلة للتنفيذ في معالجة العديد من القضايا والمشكلات الوطنية بكافة القطاعات وأهمية نشر الثقافة الحزبية قبل الدعوة للاستقطاب والذي هو من مسؤولية الأحزاب ذاتها وكافة المؤسسات الرسمية كل ضمن اختصاصها ومعها مؤسسات المجتمع المدني لطم الهوة التي وراء العزوف عن الإنخراط فيها وكسر حاجز التخوف من الإنظمام اليها وزرع الطمئنينة لدى كوادرها وخاصة قطاع الشباب لتكون منطلقا لكل مبدع وصاحب فكر نير في خدمة الوطن .
وأكثر من ذلك نبهت مرارا الى أهمية ترسيخ الديمقراطية نهجا للسير عليه بدأ من القاعدة الى القمة لكن وكما قال المثل (لقد أسمعت لو ناديت حيـا ) الا من رحم ربي وهي قلة … لكن ما سر هذه الهجمة على حزب ارادة .
بحساباتي الشخصية ومتابعتي اليومية أجد وبدون مجاملة ان حزب ارادة الذي يتعرض لهجمة غير مبررة هو في مقدمة الأحزاب التي قطعت شوطا جيدا خلال هذه التجربة ولكنه ما زال مطالبا وأنه من أكثر الأحزاب تفاعلا في الشأن العام المحلي على وجه التحديد وكذلك مع قضايا الأمة العربية وخاصة القضية الفلسطينية والحرب الشعواء على قطاع غزة وأكثرها في اطلاق المبادرات العامة وانحيازه الى جيل الشباب وفي عدد كادره ونسبة الشباب والشابات بينهم لدرجة وفق ما سمعته ان توجهه بخصوص تشكيل القائمة الحزبية لخوض الأنتخابات لن يتصدرها شخصيات اعادة التدوير بل ستضم غالبية شبابية فيما سيأتي ترتيب أمينها العام في نهاية القائمة ومعه شخصيات اخرى وازنة .
وزاد من قناعتي بحسن سير هذا الحزب آلية اتخاذ القرارات والتوجهات وكانت البداية في تولي المناصب القيادية حيث تم ذلك بالإنتخاب وليس بالتوافق كما فعلت العديد من الأحزاب فكانت النتيجة بالنسبة لحزب ارادة ان تولى غالبية المواقع القيادية شباب وشابات واشخاص مؤهلين فيما افرزت عملية ( التوافق ) في أحزاب أخرى شخصيات من اعادة التدوير واصحاب المال وكذلك الأمر بالنسبة لما سرب من معلومات أو اعلن عنها بخصوص القوائم الإنتخابية فأغلبهم حط نفسه ضمن المراتب الأولى في القوائم وكثر الحديث عن بيع المراتب المتقدمة وسعي بعض الإحزاب الى استقطاب مرشحين من القوائم المحلية في مختلف الدوائر الإنتخابية .
وفي أمر المنشور الذي كتبه الشاب غيث العجارمة منتقدا تشكيلة القائمة الوطنية للحزب فقد سارع في اليوم التالي الى كتابة منشور أخر اوضح فيه أنه اخطأ بحق الحزب مبينا بموضوعية ما دفعه الى ذلك ليختصر ما جرى بانه نشأ عن سوء فهم وهو أمر طبيعي يحدث مع كل الناس والعودة عن الخطأ فضيلة وهو ما دفعه الى سحب استقالته مؤكدا فخره بحزب ارادة وقيادته ومؤسسيته
اختم بالتأكيد ان على كافة القوى الحية المساعدة لآنجاح التجربة الحزبية فالأمر ليس سهلا ان يحدث التغيير المنشود بين ليلة وضحاها للوصول الى احزاب وطنية فاعلة لتكون روافع حقيقية للدولة ويكفي هنا الأشارة والتذكير ان الحياة الحزبية في كثر من الدول استغرقت مئات السنين الى ان نجحت وأولها المملكة المتحدة ( بريطانيا ) فالمسيرة الناضجة كفيلة بمعالجة الثغرات مهما طال الزمن أو قصر .